Tuesday, December 16, 2008

خسارتك يا شيخ والله فى التاء والكاف

بالصدفه كنت اشاهد التلفزيون وجاء برنامج دينى عنوانه مخارج الحروف فى التلاوه
وكان الشيخ الذى يقول الدرس وسيما جدا وكانت ابتسامته ساحره ,اسره ومحطمه للقلوب
وتقاطيع وجهه متناسقه وجميله
فاحببت ان استمع من باب الفضول لما يقوله هذا الشيخ الشديد الوسامه المريح للاعصاب والمشاعر
فكان الدرس عن التاء والكاف
وظل الشيخ طوال مده الدرس يشرح فى حرفين فقط من حروف التلاوه القرانيه
وقد ذكرنى هذا بفيلم لصلاح ذو الفقار وكان موضوع الفيلم الفكاهى انه حاصل على دكتوراه فى حتى"
فهذا الشيخ الجامد جدا حاصل على دكتوراه فى التاء والكاف
وكان مما قاله الشيخ الفاتن
ان بعض من كثر جهله وضعف عقله يبالغ فى الهمس فى هذين الحرفين فيفسد القراءه ويلحن فى القران
وقد تؤدى المبالغه فى الهمس الى تحويل التاء الى سين
وفى هذا خطوره كبيره اذ ان هذا تغيير لحروف القران المنزل من الله المقدس
والقول الفصل فى هذا الامر الخطير ان تهمس همسا لا يترتب عليه حرف زائد
و ظل الشيخ يفيض ويشرح فى التاء والكاف
وانا ماخوذه مندهشه ومنفعله اشد الانفعال
بجمال الشيخ ووسامته وحضوره الطاغى على الشاشه وكاريزمته الشديده
ومتحسره على حال المسلمين الذين يضيعون وقتهم ووقت من حولهم فى التاء والكاف
والعالم كله يسابق نحو العلم والتكنولوجيا والتقدم
ونحن ما زلنا نبحث فى التاء والكاف
وسنظل ندور وتلف حول التاء والكاف وسائر الصغائر وقد تركنا عظائم الامور واكابرها لغيرنا ليصول فيها ويجول
وقد اغلقت التلفزيون قبل ان ينتهى الشيخ الجامد من درسه القيم
لانى لم احتمل المزيد من التاء والكاف
ولدى اشياء اعملها اهم منهما
وقلت له قبل ان اغلق الجهاز
بالاذن يا قمرعلى النعمه خسارتك يا جميل فى التاء والكاف

دماء على فراش الحب

نقد عقلانى للعادات والتقاليد والتراث القاتل
جاء خبر فى الجريده ان فتاه تبلغ من العمر ثلاثون عاما وهى عذراء ولم تتزوج وتعيش مع اختها وامها فى المنزل وتعمل معيده فى كليه طب الاسنان صعد اليها ابن حارس العقار الى تسكن به بعد ان تاكد من وجودها وحدها فى البيت وفتح ا لباب بمفتاح سرقه من سلسله مفاتيحها اثناء ركنه لسيارتها ودخل الشقه فوجدها نائمه فاقترب منها وحاول تقبيلها وممارسه الحب معها وعندما رفضت وقاومته قتلها
وقد تاثرت جدا بهذه القصه الماساويه,فقد تصورت ان حارس العقار احب هذه الفتاه واستقرت المشاعر الدافئه الفياضه داخل قلبه الغض وهو يراها تنزل وتصعد امامه كل يوم وهو فى السابعه عشر من عمره,وقد تحول الحب والاعجاب المستمر الى رغبه عارمه وشهوه مسيطره خصوصا انه فى سن يرتفع فيه الهرمون الذكورى الى اعلى مستوياته فى حياته كلها.وقد تخيلت دخوله الى شقتها وهى مستغرقه فى النوم وقد اقترب منها فى هدوء محاولا تقبيلها وقد ذكرنى هذا المشهد الرومانسى بالقصه الخالده الجمال النائم عندما اقترب الامير من الاميره النائمه ومنحها قبله الحب والحياه
ولكن للاسف لم تكتمل القصه كلما تمنيت
فقد صرخت الفتاه وقاومت الحب حتى الموت والنهايه الحزينه المؤلمه
ومما لا شك فيه ان فتاه عذراء تصل الى سن الثلاثين ولم تتزوج بعد ولم يلمسها او يقترب منها اى رجل طوال حياتها المحرومه هى بالطبع فى حاجه ملحه وطاغيه ومتدفقه للحب والتقبيل والجنس
وكان يمكنها ان تضعف وان تستسلم لمن جاء يقبلها فى فراشها الخالى البارد ويملؤه دفئا وتوهجا وان تتجاوب مع القوه والشباب والرغبه القويه المكتسحه
ولكنها كانت ضحيه التقاليد والافكار والتراث الذى تربت عليه منذ الصغر والذى يربى الفتاه ان شرفها اهم من حياتها وان عذريتها تذود عنها بروحها وان عفتها اهم من وجودها فى الحياه
ان الفتاه فى خارج البلاد الاسلاميه تمارس الحب كاملا عند سن الثالثه عشر وتعلمها امها كيف تتجنب الحمل الغير مرغوب فيه والامراض المعديه
اما هذه المسكينه ضحيه الموروث والمقدس فانها وصلت الى سن الثلاثين ولم تعرف بعد معنى المشاعر الممتعه
وقد عاشت سنوات عمرها الطويله فى الحرمان والكبت والمعاناه ومكابده الرغبه والغريزه والشوق
وماتت دون ان تحظى بحقها الطبيعى فى المتعه والسعاده
وحتى عندما واتتها الفرصه لتذوق الحب والمتعه فى اخر لحظه فى حياتها فانها رفضتها وحرمت نفسها من اخر فرصه لمعرفه الحب والاشباع العاطفى
وعاشت وماتت محرومه ولم تدخل دنيا بعد
كل هذا بسبب العفه والشرف والطهاره
وكلها كلمات تخص المراه فى مجتمعنا الاسلامى فقط ولا علاقه للرجل بها الا ان يقتل من يراها اهدرت شرفه
اما شرفه هو شخصيا فانه فى غيره وليس فيه
وهذا الشاب المسكين ذو السبع عشره ربيعا فانه بدلا من ان يجرب الحب والمتعه التى طالما تمناها وحلم بها مع الفتاه التى احبها
فانه وجد نفسه تورط فى جريمه قتل لم يكن ينوى الاقدام عليها
وقد راح هو ايضا نتيجه الرغبه والحرمان والتقاليد
وسوف
يقضى بقيه عمره فى السجن بدلا من ان كان سيقضى بضع لحظات فى الحب والمتعهانها حقا انها نهايه ماساويه دمويه لقصه حب رومانسيه و رغبه