اتباع الهوى

الاعتقاد السائد ان العقلانيين الذين يحكمون على كل امور الدنيا بمقياس العقل فقط ومبدؤهم فى ذلك ان لا سلطان على العقل الا العقل فقط وليس سلطان النص انهم يتبعون هواهم ويضلون عن سبيل الحق
ولكن فى الواقع والحقيقة والمؤكد ان المتطرفين من جميع الاديان والاصوليون هم الذين يتبعون هواهم بلا شك وهم يعتقدون غير ذلك
فهم يعتقدون خطا انهم حين يقسون على انفسهم باقامة الشعائر والطقوس الديينة التى تتنافى وتتعارض مع النفس الانسانية السليمة وهم مع ذلك يجبرون انفسهم على اقامتها مجبرين على ذلك ضد رغبتهم وضد ارادتهم وهم يعتقدون انهم يخالفون هواهم ويتبعون الحق
ودليلهم على ذلك الاية السادية"افمن اتخذ الهه هواه افانت تكون عليه وكيلا؟"
وفى الواقع ان الاصوليون يتبعون هواهم لان تكوينهم النفسى وطبيعتهم النفيسة هى التى تجعلهم يتجهون الى التدين
فكل منهم قد ارتاح واستقر على هذا الوضع المؤسف وكون اصدقاءه ومجال علاقاته وعمله ونشاطه اليومى على اساس هذا التدين
وانا هنا اتوجه لهم جميعا بسؤال مهم جدا ووحيد
لماذا تتمسكون بالاسلام والتدين رغم ما فيه من سلبيات واضحة لكن ذى عقل وبصيرة؟
لماذا تدافعون عن الخطا وهو ظاهر ظهور الشمس انه خطا؟
وهم هنا امام خيارين صعبين
اما ان يضحى بنشاطات حياته ونظامها اليومى ويجرد عقله للحق والمنطق والعقل
واما يتجاهل عقله ويتبع هواه ويتمسك بما هو ظاهر للعيان انه خطا
وانا اتوجه لكل المتدينين المخلصين وانا اعرف انهم مخلصون واذكياء ومثقفون
تجردوا من الهوى الذى يجعلكم تتمسكون بما اجمع العالم كله على خطئه
ولا تدافعوا عن الاسلام دفاعا مستمينا لمجرد انكم مسلمون
وتجردوا وكونوا موضوعييون واحكموا على الاسلام من منطلق العقل والمنطق والتفكير المتجرد البعيد عن الهوى والعاطفة
الدينية المتدفقة العمياء
وتوقفوا لحظة واحدة راجعوا فيها انفسكم واتبعوا الحق والمنطق والعقل حتى ولو كان ضد هواكم
واريد ان اؤكد حقيقة هامة جدا غائبة عن الاصوليين
ليس كل ما ترغبه النفس وتحبه وتميل اليه هوى ويجب مجاهدته والبعد عنه
وليست الحياة رحلة شقاء وعذاب وحرمان يقضيها الانسان فى القسوة على نفسه وحرمانها وعذابها املا فى مجهول لا ياتى ابدا
وليكن حكمنا على كل شيئ فى الدينا بالفقل
وليكن شعارنا الاول ان لا سلطان على العقل الا العقل