رحلتى من الاصولية الى العقلانية
كانت اول مرة فى حياتى اسمع فيها عن العلمانية عندما كنت طفلة فى العاشرة من عمرى وكان لابى صديقا ملحدا وكان كلما زاره هذا الصديق كان الموضوع الرئيسى للمناقشة هو الدين ووجود الله و كان والدى متدينا يدافع عن الدين بحرارة وكانت المناقشة دائما حامية جدا.
وسمعت عندئذ ولاول مرة فى حياتى ان الله غير موجود.ولكن هذه المناقشات لم تؤثر فى عقيدتى وعندما وصلت الى الصف الاول الثانوى ارتديت الحجاب وحفظت سورة النور فى مسابقة مدرسية وحصلت على جائزة نقدية وشهادة تقدير وكان هذا اول عهدى بالتدين .وفى هذه السن الغضة الصغيرة فى الخامسة عشرة من عمرى ثارت فى عقلى اول الاسئلة العقلانية الناقدة للقران وكان هذا بسبب اية التلاعن فى سورة النور ففى هذه الاية يامر القران الزوج والزوجة التى يتهمها زوجها بخيانته ان يحلف كل طرف اربع شهادات بالله انه لمن الصادقين و الخامسة ان لعنة الله عليه لو كان من الكاذبين .وقد تساءلت يومها كيف يحكم القران بحكم يكون نتيجته ان احد الطرفين يجب ان يكون كاذبا ويذهب الى النار؟انه حل مؤقت وشكلى للمشكلة وليس حلا جذريا .
ولكنى لم اتوقف عند هذا الاعتراض و لم يؤثر فى اتجاهى الفكرى الدينى وسرت فى خطى الدينى دون تردد حتى ارتديت النقاب فى السنة الثالثة فى الكلية وكان هذا هو قمة المنحنى فى حياتى الدينية وقمة اعتنافى للفكر الاصولى المتطرف.وتزوجت وبنيت اسرتى وانجبت الابناء وانا فى قمة هذا المنحنى .ثم اكتشفت سلبيات كثيرة فى هذا الفكر .وحدث موقف بسيط ولكنه كان بداية اعتراضى و اعادة تفكيرى فى الاسلام.
كنت اقوم بالاعمال المنزلية وكان الاولاد صغار وسنهم متقاربة وفى غاية الانشغال و الضغط والتوتر فخرجت الى الشباك لنشر شيئا خاصا بالرضيع ولم يستغرق الامر الا ثوان معدودة ,وكنت ارتدى الحجاب ولكن كان وجهى مكشوفا وانا اسكن فى الادوار العليا وليس امامى عمارات و لايوجد احد يكشفنى وعندما رانى زوجى تشاجر معى وعنفنى بشدة لانى لا ارتدى النقاب فغضبت جدا وبكيت واحسست ان الاسلام يظلم المراة و يقسو عليها فلا يكفيها ضغط الخدمة المنزلية بل و ضغط النقاب ايضا وقلت لاول مرة فى حياتى يجب ان اعرف هل طريق الاسلام صحيح ام لا؟
وكان زوجى ايضا يعنفنى بشدة اذا راى جزءا من معصمى يظهر بين نهاية القفاز و اسورة كم العباءة .وكان هذا التشدد المقيت من زوجى سبب رئيسى من اسباب بداية تحولى الى الفكر العلمانى .
موقف اخر حدث لى وكان البداية الحقيقية للتحول.فقد انسكب الشاى المغلى على ذراع ابنى الذى يبلغ من العمر عام ونصف واحدث حروقا مازال اثرها فى ذراعه حتى اليوم .ولا زلت حتى الان اتذكر نظرة ابنى و هو يصرخ من الالم ويهزها بشدة وكانه يلومنى انى تركت الشاى فى متناول يده و كيف اسبب له هذا العذاب وانا امه؟وكانت هذه الحادثة المؤلمة من اسباب شكى فى الله و تساؤلاتى مثل:
1-ماذنب الطفل الرضيع ليسكب عليه الشاى وهو بريئ لم يرتكب اى خطا؟
2-لماذا لم يوفقنى الله و يهدينى ويرشدنى للتصرف الصحيح الذى يجنب ابنى هذا الاذى؟
3-انا وزوجى ملتزمين بجميع شرائع الدين ,فرائضه وسننه ونتقرب الى الله بكل الوسائل ونجتهد فى الطاعة فهل يكون جزاؤنا هو حرق ذراع ابننا الوليد؟
4-لماذا يبتلينى الله بهذه الماساة وهو يعلم ان ايمانى ضعيف ولا يتحمل الابتلاءات؟
5-هل جزاء المؤمن الذى يتقرب الى الله المصائب والابتلاءات ام التوفيق و السعادة؟
6-ما فائدة الطاعة و الدعاء والايمان اذا لم تنعكس على حياة الانسان بالايجاب؟
جارتى
كانت جارتى سيدة شابة فى مثل سنى يؤمئذ وكانت جميلة وغير محجبة ولاتصلى وقد قارنت بينى وبينها فوجدت ان الله وهبها كل شيئ مثلى فجميع المميزات التى فى حياتى تتمتع هى بها ايضا من اولاد وزوج وصحة وغيرها .فماذا اعطانى الله وميزنى به وخصنى به مكافاة لى على التزامى ؟
ووجدت انها تتمتع بكل ما اتمتع به فى الدنيا وزيادة على ذلك لا تعانى من النقاب والصلاة و سائر الشرائع مثلى فما الذى جنيته انا من الالتزام؟
وتوصلت الى استنتاج ان التوفيق والسعادة فى الحياة لاترتبط بطاعةالله فلماذا التعب اذا؟
والمؤمنون يقولون نحن نعمل للاخرة ولا ننتظر الجزاء فى الدنيا لانها دار ابتلاء وشقاء وتعاسة و انا اقول الاخرة هى امل المعذبين فى الحياة ان يجدوا التعويض فى يوم مجهول غير مضمون
الابتلاء
تعرضت فى حياتى الى ا بتلاء شديد وقاسى لم استطع تحمله ففقدت الثقة بالله وكان سببا رئسيا فى تحولى الى العلمانية .كان هذا الابتلاء هو علاقتى الخاصة بزوجى الذى عانيت طوال عمرى معه من الحرمان الجسدى والعاطفى والكبت والمعاناة.وسبب هذا الابتلاء تساؤلاتى و شكوكى :
-لماذا يرزقنى الله بزوج لا يشبعنى رغم عفافى وطاعتى لله قبل الزواج؟ وهل من العدل ان انتظر كل هذه السنين التى قضيتها قبل الزواج فى الحرمان ثم يستمر هذا الحرمان بعد الزواج ايضا؟ان الهدف الرئيسى من الزواج هو الاشباع الذى لم يتحقق لى ابدا.
اية الضرب فى القران
كان زوجى شديد العصبية سريع الانفعال متوتر الاعصاب وكان يتعدى على بالضرب والالفاظ النابية والقول البذيئ و الشتم .
وعندما ذهبت الى ابى وشكوت له ان زوجى يضربنى .وبدلا من ان يعنف زوجى ويلومه و يقرعه على اهانتى ويطلب منه الاعتذار لى و مصالحتى قال لى ان الله اعطاة حق تاديبك .وكانت هذه المرة الاولى التى انتبه فيها ان القران به اية تامر الازواج بضرب الزوجات لتادبهن رغم انى كنت اقرا القران كل يوم .
وكانت هذه الاية سببا هاما فى اثارة شكوكى وتساؤلاتى و غضبى من الاسلام .
1-كيف يكون هناك كتاب مقدس منزل من عند الله ويامر بالضرب والاهانة والايذاء ؟
2-كيف ينصر الله القوى على الضعيف؟
3-كيف يغير محمد اوامره حسب من حوله فقد اشتكت له النساء ضرب الازواج لهن فمنع الرجال من ضربهن فجاءه الرجال واشتكوا له عصيان الزوجات فقال اية الضرب .اى ان الايات تقال حسب الظروف و الاحداث.
وكانت اية الضرب هى البداية ثم اكتشفت عشرات من الايات التى تتعارض مع العلم و المنطق و العقل .
فكان السؤال المنطقى كيف يكون القران كتاب منزل من الله وهو سماوى مقدس ويه هذه السلبيات والاخطاء و العيوب ؟
وقد صدمت عندما عرفت ان المستشرقين يتهمون القران انه كلام محمد وليس كلام الله ثم تاكدت انها الحقيقة المؤكدة.
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment