Sunday, February 10, 2008

العمرة

العمرة
عندما بدات اشك فى وجود الله و اكتشف السلبيات فى القران و السنة وعرف زوجى هذه الافكار اخذنى الى العمرة انا و اولادى وابى و امى و حماتى و كان الاولاد مازالوا صغارا ,وذهبنا عن طريق البر بالسيارة و كانت رحلة شاقة و طويلة وتحملنا الكثير من المخاطر و الصعوبات محتسبين اجر المشقة فى سبيل الله .
وقد نويت فى بداية رحلة العمرة ان الجا الى الله مخلصة لكى يحولنى من الشك الى الايمان وينقذنى من هواجس الالحاد وان يرينى و انا فى بيته وبين يديه اية او اشارة ضوء او اى علامة تتسبب فى هدايتى وتؤكد لى وجود الله الذى لا اراه ولا يستطيع عقلى الاقتناع يه او استيعابه.
وفى المسجد الحرام دعوت الله مخلصة وبكيت وطلبت منه ان يهدينى مستحضرة الاية "وقال ربكم ادعونى استجب لكم "والاية "واذا سالك عبادى عنى فانى قريب اجيب دعوة الداعى اذا دعان" وجلست بجانب سيدة سعودية فى الحرم وشكوت لها من شكوكى وافكارى التى تعذبنى و تشككنى فى الله.فتعاطفت معى وقالت لى انها ترى اشياء مؤكدة تؤكد لها وجود الله فاعتبرت ان لقائى بهذه السيدة هى العلامة التى بعث الله بها لى ليدلنى على وجوده .وبعد قليل قامت هذه السيدة وظلت تصرخ فى شاب يجلس على مسافة منا واجبرته على القيام من مكانه والابتعاد عنا وقالت لى انا ارى القلوب وهذا الشاب قلبه سيئ وهو يجلس الى جانبى ليسحب منى نور القران الذى اقرؤه فيذهب بذلك كل الثواب اليه و انا احرم منه ولا انال من ثواب القران شيئا اما انت (تقصدنى انا) فانت قلبك صاف و طاهر وابيض ولا تسحبين نور قرائتى لذلك تركتك تجلسين بجانبى . وفعلمت انها مضطربة عقليا و غير سوية نفسيا .وقد اصبت بخيبة امل شديدة واحباط وصدمة فى الله عندما تاكدت ان ما اعتقد انه اية من الله بعثها لهدايتى ما هى الا سيدة مجنونة ومختلة عقليا واكد لى زوجى عندما حكيت له ان هذه السيدة ملبوسة من الجن.
وحدث فى العمرة مشاجرة بينى وبين حماتى التى احبها و احرص على رضائها و لا اتشاجر معها ابدا وقد نصر زوجى امه على و اخذ جانبها ضدى فاهان كرامتى و جرحنى .فتساءلت هل هذا جزاء من يخرج من بيته و يترك بلده واهله فى سبيل الله لاداء عمرة قاصدا وجه الله ان يتعرض للحزن و الالم؟ وكانت النتيجة انى عدت من العمرة ولم يستجب الله لدعائى ولم تتغير افكارى بل ازددت اقتناعا بها و تحولت الشكوك الى حقائق مستقرة فى ذهنى و عقيدة راسخة .وكل يوم يحدث لى حدث او اقرا معلومة تبعدنى عن الله و تؤكد افكارى وشكوكى .وقد لجات الى الله و طرقت بابه ودعوته فى اشرف مكان و اطهر ارض وكنت ادعو والكعبة امامى و مع ذلك لم يستجب الله لدعائى
وبهذا ينطبق على قول الشاعر .وقد اسمعت اذ ناديت حيا : ولكن لا حياة لمن تنادى .وهذا يناقض الحديث "اذا تقرب لى عبدى ذراعا تقربت له باعا واذا اتانى يمشى اتيته هرولة"
وفى العمرة كنت ارتدى البيشة السوداء لاغطى بها وجهى وكانت تسبب لى الضيق والمعاناة لانها كانت تعوق الرؤية و التنفس وطلبت من زوجى ان اخلع البيشة على اساس ان المراة المحرمة لا تنتقب ولا تلبس القفازين فرفض و اضطررت ان اصنع ثقبين عند العينين لاتمكن من الرؤية الواضحة وصار منظرى فى منتهى الغرابة و العجب .ورغم ان العمرة مليئة بالجنسيات المختلفة و المناظر الغريبة كنت انا مصدر عجب واستغراب المعتمرين وصاروا ينظرون الي ويتفرجون على منظرى الغريب.وكانت البيشة سببا فى تعكير صفو افكارى و تشتتى وعدم تمتعى وتركيزى فى اداء المناسك.وكان اقصى امنية لى فى هذا الوقت ان اكشف وجهى وهذا منتهى املى فى الحياة.
وفى العمرة الثانية بعد هذا بعدة سنوات كانت الشكوك قد استقرت فى نفسى واصبحت اكثر عمقا و رسوخا واعتنقت الفكر العلمانى واقتنعت به و اصبح المرجع الاول فى حياتى هو العقل و العلم و ليس الاسلام و الشرع وقد طلب منى زوجى الذهاب معه الى العمرة لكى يجتمع شمل الاسرة كلها سويا اسوة باصدقائه الذين سيسافرون الى نفس العمرة مصطحبين زوجاتهم و اولادهم .ووافقت على الذهاب الى العمرة لكى احافظ على الشكل العائلى للاولاد و لا يشعرون بالنقص لعدم وجود امهم معهم .وقالت لى ابنة خالتى عندما اخبرتها بعدم رغبتى فى الذهاب الى العمرة اذهبى للتسوق والشراء و التغيير والفسحة.وسافرت الى العمرة بهذه النية .وعندما وصلت الى مكة ووجدت نفسى امام الكعبة راجعت نفسى و قلت ان ملايين المسلمين يتمنون ان يجدوا انفسهم مكانى وفى موقفى هذا وانا امام الكعبة و يقضون حياتهم و كل لحظة فيها يتمنون اداء العمرة و تمنعهم الظروف المادية او الصحية من تحقيق املهم هانا ذا اجد نفسى امام الكعبة و سمحت لى ظروفى بهذا فسوف استخدم ارادتى فى طرد افكار الالحاد والكفر والشكوك وسوف الجا الى الله مرة اخرى لعله يهدينى هذه المرة و يستجيب دعائى و رجائى .وكنت حائضا فجلست فى الفندق واتجهت الى الكعبة وكنت اراها امامى من شباك الغرفة فى الفندق ودعوت الله بكل ما املك من قوة واخلاص و تبتل وخشوع وذلة ورغبة فى الهداية والرجوع الى طريق الله ودعوت لنفسى و لزوجى واولادى ووالداى والناس .
وعندما انتهى الحيض اغتسلت ونطقت بالشهادتين صادقة مخلصة و دخلت فى الاسلام من جديد. وبعد ذلك رايت افرازات مهبلية ملونة فخشيت ان تكون ناقضة للطهارة .واغتسلت عدة مرات فى كل مرة اشك فى الطهارة لكى اتاكد من تمام طهارتى .ثم اديت مناسك العمرة بدفة واخلاص وايمان ويقين وصرت اصلى بانتظام وخشوع رغم انى كنت قد تركت الصلاة لسنوات طويلة ودعوت الله ان يهدينى وان ياخذ بيدى الى طريق الايمان ويثبت الايمان فى قلبى والا يردنى خائبة وان ينقذنى من فتنتى فى دينى .وكنت اتمنى ان يعود لى ايمانى السابق لكى تستقر حياتى وتنتهى معاناتى واكون مثل المؤمنين من حولى.
وعدت من العمرة ولم يحدث لى اى تغيير ولم تحدث العمرة اى اثر ولم يتقبلنى الله الذى لجات اليه ولم يستجب الله لدعائى ورجائى و ذلتى بين يديه .
وعدت الى ترك الصلاة و الى الشك فى القران و السنة و عدم الايمان بالغيب. وقد تسبب عدم استجابة الله لدعائى فى زيادة شكى فى وجود الله.
وفى هذه العمرة شربت ماء زمزم ودعوت الله بيقين فى الاجابة ان يشفينى و يشفى زوجى ويهدينى فلم يستجب الله لى.
وفى اثناء العمرة جاءتنى سيدة معتمرة لكى اعطيها حقنة بالعضل لترفع الدم وتتمكن من اداء مناسك العمرة وكانت السيدة تبكى بحرقة وبلا انقطاع وانا اهدئ من روعها بلا جدوى .
وكانت قد اخذت حبوبا لمنع نزول الحيض اثناء العمرة ثم نسيت ان تاخذ جرعة واحدة من الحبوب ففاجاها نزيف قوى منعها من اداء المناسك والصلاة.وقد اكدت لها ان الله سيكتب لها ثواب العمرة كاملة ولن ينقص من اجرها شيئا وسيتقبل الله دعاءها حتى وهى حائض لانه لا ذنب لها فيما حدث .ولكم لم تخفف مواساتى لها من معاناتها النفسية والامها .
وقد تالمت لحال هذه السيدة وتاكدت ان الاسلام يزيد من معاناة المراة و الامها ويستخدم طبيعتها كامراة فى اذلالها واحساسها بالدونية والنقص.والمراة بطبيعتها ضعيفة نفسيا وبدنيا وتعانى من الحيض والحمل و الوضع والرضاع وبدلا من ان يرفع عنها الاسلام الحرج فانه يزيد معاناتها والامها .ويحرمها من العبادة بسبب طبيعتها النثوية ثم يتهمها بعد ذلك بنقصان العقل والدين.
وفى الحديث ان محمد دخل على زوجته عائشة فى موسم الحج فوجدها تبكى فسالها :انفست؟قالت نعم قال هذا قدر كتبه الله على بنات حواء .
والسؤال العقلانى هو لماذا تكون المراة نجسة وغير طاهرة وهى حائض؟
انه ميراث الفكر البدائى الذى يعتقد ان دم الحيض من الشيطان وفى الحديث قال محمد عن الاستحاضة انها ركضة من الشيطان .وقد اخذ محمد هذا الفكر الظالم للمراة من اليهود الذين لا يؤاكلون المراة ويعزلونها وهى حائض .والقران يقول عن دم الحيض انه اذى .والعلم الحديث اثبت ان دم الحيض ليس فاسدا وليس اذى وانما هو دم يتجمع لتغذية الجنين فى حالة حدوث حمل .
وعندما رايت الكعبة لاول مرة فى حياتى وكنت يومها مؤمنة و ملتزمة فكان اول انطباع عنها هى دهشتى الشديدة لصغر حجمها وعدم تناسبها مع ما حولها من المبانى والانشاءات التى حولها ودهشت كيف ياتى ملايين المسلمين من جمنع انحاء العالم ويتكبدوا المال و الجهد ليقدسوا هذا المبنى الحجرى الصغير ولا يبدو عليه اى هيبة او عظمة.

No comments: