(معاناة) مذكرات زوجة أولي
أمسكت التليفون المحمول الخاص بزوجي لأجرى مكالمة دولية وأطمأن على ابن أختي المهاجر إلى الخارج فوجدت رسالة ففتحتها وقرأت ما فيها فوجدت الرسالة التالية باللغة الإنجليزية "حبيبي لماذا لم تتصل بي؟ لقد قلقت عليك. هل ماما مريضة؟".
وبعد ذلك وجدت رسالة ثانية وعندما فتحتها وجدت رسماً لقلب مكسور وله جناحان" ثم وجدت رسالة ثالثة تقول "إذا ذهبت إلى السوبر ماركت فاحضر لي كذا وكذا وطلبات كثيرة وقشدة وأنت" وعندما قرأت المرسل وجدت اسم: موى نومر. وعندما طلبت الرقم المسجل بهذا الاسم العجيب ردت على صوت سيدة وعندما سمعت صوتي أغلقت الخط فوراً. وأخبرته بالرسائل التي قرأتها فقال: واحد صاحبي . ولم أصدق وظللت أسأله بغضب شديد هل تزوجت وهو يضحك ويقول هل دعوتك على فرحي؟ ما دمت لم أدعك فأنا لم أتزوج" وكان موقفاً مؤلماً جداً لي فكنت في غاية الحزن والغضب وكان هو يضحك ويقول هذه الجملة الساذجة. ثم خرج من البيت لمدة ساعتين. وكنت أنا خلال هاتين الساعتين كالمجنونة وأتعذب عذاباً شديداً وأنا في حيرة من هذه الرسائل ثم عاد وطلب منى الاتصال بالرقم مرة أخرى فعرت أنه دبر الأمر ورتب لكي يخدعني ويضللني فرفضت الاتصال بالرقم الذي كان قد أعده لي وفي وقت متأخر من الليل اتصلت بالرقم فرد على رجل. فسألته هل أنت من الشيشان؟ قال لي نعم. قلت فمن السيدة التي ردت على من قبل في هذا الرقم؟ قال: هي زوجتي. ثم جاء زوجي غاضباً وقال لي لماذا تتصلين في هذا الوقت المتأخر فقلت: هل أنت حريص عليهم جداً ولست حريصاً علي.
وظل زوجي بعد هذا الموقف مصراً على أن هذه الرسائل قد بعثها أحد أصحابه وأن هذه الرسائل ليست من سيدة وقد زاد هذا الإنكار عذابي وحيرتي وكنت أقول له لقد عرفت أنك تزوجت ولا داعي للإنكار فأرجو أن تحكي لي كل شيء لكي استريح ولكنه لم يعترف لي بشيء واستمر في تعذيبي وإيلامي. واستمر هذا الحال مدة طويلة حتى لاحظت أن هناك حقيبة يد خاصة بزوجي وأنها دائماً مغلقة بالمفتاح فعرت أن بها شيئاً يريد إخفاؤه عنى فمددت يدي داخل الحقيبة وهي مغلقة فوجدت جواز سفر روسي وعليه صورة سيدة غير جميلة وصورة اثنان من أبنائها فعرفت أن هذه السيدة هي التي تزوجها زوجي وهؤلاء هم أبناءها الذين يربيهم زوجي ويصرف عليهم أموالنا. وكان أول رد فعل لي عندما رأيت صورة زوجة زوجي أني قلت لنفسي أنا كنت أريد الطلاق عندما علمت أن زوجي تزوج علي ولكن لن أهدم أسرتي من أجل هذه المرأة فهي لا تستحق ذلك. ومنذ ذلك الموقف تأكدت أن زوجي قد تزوج امرأة ثانية وأنه قد أصبح لي ضرة تشاركني حياتي الزوجية مع زوجي ولأول مرة في حياته أجرب هذا الإحساس المؤلم القاسي المدمر أني اشترك أنا وامرأة أخرى في زوج واحد. وقد قاربت الآن على العام منذ أن عرفت أن زوجي تزوج على وطوال هذا العام وأنا مصرة على الطلاق وزوجي لا يريد أن يطلقني. وقد نصحني كل من حولي وهم والداي وأعمامي وأخوالي وأصدقائي وأقاربي أن لا أطلب الطلاق وأن أظل محافظة على أسرتي من أجل مصلحة أبنائي وهم على أعتاب الزواج. ويحتاجون أسرة مترابطة لكي يكون مظهرهم لائقاً وهم يتقدمون للزواج من أي فتاة ولكي لا أترك ثمرة شقاء خمسة وعشرون عاماً عشتها مع زوجي لكي يجني ثمارها غيري. والزوجة التي يتزوج زوجها عليها امرأة أخرى تصبح في موقف قاسي ومؤلم فهي وكأنها وضعت في مأزق لا تجد منه فكاكاً. فأمامها خيارين أحلاهما مر فأما أن تقبل بالوضع الجديد المفروض عليها وتقبل بوجود امرأة أو أكثر في حياة زوجها وهو وضع مؤلم وقاسي وتعاني فيه المرأة أشد المعاناة وتتعذب أشد العذاب وذلك لكي تحافظ على أسرتها وبيتها وأبنائها وكيانها وشقاء عمرها مع زوجها أما الخيار الثاني وهو الأكثر إيلاماً أن تصر على الطلاق حتى تحصل عليه فتجد نفسها بعد كل هذا العمر والعناء والشقاء والكفاح في رحلة حياة زوجة مليئة بالتضحيات وقد وقفت وحيدة في الحياة وقد فقدت شريك حياتها وشتت أبناءها وسببت التعاسة لوالديها وكل من يحبها. والمطلقة في مجتمعاتنا الشرقية وضعها سيئ جداً وهي موقف شفقة وريبة.
كما أنها تكون قد تركت ثمرة كفاحها ليحصدها غيرها وتكون قد انسحبت من ميدان المعركة منهزمة مستسلمة وسلمت زوجها بيديها للمرأة الأخرى. وما أسعد الزوجة الأخرى بهذه النتيجة فأسعد يوم في حياتها يوم تنسحب الزوجة الأولي تاركة الجمل بما حمل لها. وقد أخذت جواز السفر الخاص بزوجة بزوجة زوجي وصورته واحتفظت بالصورة معي وفكرت أن ألجأ إلى أحد أقاربي ممن لهم صلة بالسلطات لكي يلفق لها أي تهمة ويرحلها إلى خارج البلاد ولكني تراجعت عن هذه الفكرة لأنها ستسبب المشاكل لزوجي وسيفكس ذلك بالطبع على وعلى الأولاد. وقد تزوج زوجي امرأة شيشانية أرملة ولها ولد وبنت صغيران والبنت مصابة بالشلل الرباعي ولا تتحرك من مكانها رغم أن سنها الآن تسع سنين وكثيراً ما فكرت أنني وزوجي قد رزقنا الله بثلاثة أولاد أصحاء فذهب زوجي وتزوج بامرأة لها ابنة معاقة وكأننا نجلب المشاكل بأيدينا لأنفسنا. وعندما أخذت جواز السفر من الحقيبة المغلقة أصيبت يدي بالأحمرار نتيجة أني أدخلت يدي داخل الحقيبة بالقوة وعندما أعدت الجواز أعدته إلى السوستة الخارجية للحقيبة. وقد بحث زوجي عن الجواز في مكانه فلم يجده أعتقد أني أخذته وأخفيته أو أتلفته فسألني عليه بانزعاج فأجنبه أنه في السوستة الخارجية وأنه ليس من أخلاقي إيذاء أي أحد حتى ولو كانت ضرتي وذكائي لا يسمح لي بإتلاف الجواز لأن زوجي هو الذي سيعاني لكي يستخرج بدل فاقد وسيفكس ذلك على وعلى الأولاد.
وبذلك يتضح أن مصلحتي ومصلحة ضرتي متشابكة وأن أي إيذاء يقع عليها ينعكس مباشرة علي. وهذا من تناقضات الحياة وعجائبها أن تكون مصلحتي متشابكة مع مصلحة أكثر إنسان أكرهه في الدنيا. وفي الواقع والحقيقة أن الشخص الأولي بالكره هو زوجي وليس ضرتي لأنه هو الذي أقدم على خطوة الزواج وهي لم توقع به. وقد حكي لي زوجي قصة زواجه فقد كان عنده صديق سعودي وقد طلب زوجي من صديقه هذا أن يبحث له عن زوجة صديقة لزوجته وأحضر هذه المرأة وولديها وجاءت إلى مصر لتتزوج زوجي. وقد أختار زوجي أن يتزوج من الشيشان عندما حكي له صديقه عن جمال الشيشانيات وتمكسهن بالإسلام وقلة مهورهن. فهن فقيرات وجميلات ويرضين بأي فرصة للزواج فما بالك برجل أعمال ناجح مثل زوجي فهن يوافقن على الفور.
وقد قال لي ابني أن هذه الزوجة شعرها ناعم وجميل وطويل يصل حتى وسطها ولونه بني وعينيها عسليتين فحزنت جداً وشعرت بالغيرة والألم وصرت كلما رأيت إعلاناً في التليفون عن الشامبو وفيه فتاة شعرها طويل وناعم أتذكر ضرتي وأتألم ألماً شديداً وأشعر بالغيرة الشديدة.
وعندما أري أي امرأة أو فتاة شعرها يصل إلى وسطها أتذكر ضرتي وأشعر بالغيرة والألم. وقد عرفت من زوجي أنه تزوجها منذ سنتين وكانت تقيم في القاهرة. وكان زوجي يسافر كل أسبوع إلى القاهرة ويقيم معها ثلاثة أيام ويقيم معي ثلاثة أيام وكان يقول لي عندما يسافر أن المكتب في القاهرة يحتاج إليه ثلاثة أيام في الأسبوع وأنه قسم العمل بينه وبين شريكه وكل واحد منهما سيسافر إلى القاهرة ثلاثة أيام في الأسبوع. وقد حزنت جداً وصدمت عندما علمت أن زوجي ظل يخدعني سنتين كاملتين ويقول لي أنه مسافر للعمل في مكتب القاهرة وهو يسافر لكي يبيت مع الزوجة الأخرى وأنا كنت أشفق عليه من العمل والسفر والتعب وهو يتمتع مع الزوجة الثانية وقد برر هذا الخداع أنه أخفى عني خبر زواجه لكي لا يجرح مشاعري وهذا بالضبط ما يقال عن عذر أقبح من ذنب فكونه تزوج على فهذا ذنب فظيع وكونه أخفى عنى فهو عذر أقبح والحجة التي يقولها بعدم جرح مشاعري لا تكفي لتبرير خداعي لمدة سنتين. وعندما سألت زوجي هل أنجبت أطفال من هذه المرأة؟ قال لي: لا. وأخفى عني للمرة الثانية أنه أنجب منها. وقد تعجبت أنها لم تنجب منه وكان شكي في محله. وقد طلبت منه طلاق هذه الزوجة وتصحيح الخطأ الذي وقع فيه كما يدعي له أجابني أنه لا يستطيع طلاقهما لأنه أنجب منها بنتاً عندها بضع شهور. وقد أحسست بطعنة في صدري عندما علمت أنه أنجب بنتاً من الزوجة الأخرى وأنا لم أصبح الوحيدة أما لأولاده وقد صرت أنا وهي على قدم المساواة فكلانا أما لأولاده. ولم أعد أتميز عنها بشيء وقد سبب لي هذا الشعور منتهى الألم والمعاناة وقد سمى البنت باسم والدته التي توفيت. وقد عاقبني زوجي أني لم أنجب له بنتاً فذهب وتزوج وأنجبها من غيري. وكان زوجي قد طلب مني منذ عدة سنوات إنجاب المزيد من الأطفال وكنت أنا أيضاً قد اشتقت لإنجاب طفل جديد لأن أولادي كانوا قد كبروا وذهبوا إلى المدارس فاشتقت لإنجاب مولود جديد ولكني حرمت نفسي من الإنجاب بسبب المشاكل التي كانت بيني وبين زوجي وكنت دائماً أطلب الطلاق وكنت أقول عندما أطلق وأنا معي ثلاثة أولاد أفضل من أن أطلق وأنا معي أكثر من ذلك. ولكني كنت أعود دائماً واستمر في حياتي الزوجية بسبب الأولاد. وكانت النتيجة أني حرمت نفسي من الإنجاب وفي نفس الوقت لم أحصل على الطلاق الذي أريده. أما زوجي فقد حقق ما أراد وأنجب البنين والبنات ولم ينقص شيء على الإطلاق.
وبعد معرفتي أن زوجي قد تزوج علي أصبحت أيام الأسبوع مقسمة بيني وبينها بدون إخفاء أو خجل فقد أصبح الوضع الآن رسمياً وفي العلن فكان يبيت عندي ليلة وعندها ليلة وأنا أشعر بمهانة شديدة من هذا الوضع وأشعر بالإهانة وأنا اتفق مع زوجي على عدد الأيام التي سيبيتها معي وأشعر أن زوجي مقسم بيني وبينها وأقول لنفسي لا أريد أن أقضي بقية عمري وأنا أقسم الأيام بين وبين الزوجات الأخريات.
وبعد هذا الموقف بعدة شهور جاءتني رسالة على تليفوني المحمول باللغة العربية تقول بالحرف الواحد "لو عايزة تعرفي معلومات عن جوزك ومراته الثالثة اتصلي بي" وكانت هذه صدمة أخرى عندما علمت أن زوجي متزوج من زوجة ثالثة. وقلت لنفسي ألهذه الدرج يستهين زوجي بي؟ ألهذه الدرجة لا يعمل لي أي حساب؟ ألا يكفي أنه تزوج على مرة؟ فيذهب وتزوج علي مرة ثالثة؟ تري ماذا قال زوجي لنفسه عندما أقدم على الزواج للمرة الثانية والثالثة؟ هل فكر في شعوري وإحساسي وألمي ومعاناتي عندما أعرف؟ لقد قال لنفسه إذا عرفت زوجتي الأولي فلتفعل ما تريد إما أن تصر على الطلاق فأطلقها أو ترضي بالأمر الواقع وفي كلتا الحالتين لن أخسر شيئاً ما هذه القسوة؟ أن الرجل الذي يتزوج على امرأته يستهين بزوجته الأولي استهانة كبيرة ولا يقدرها حق قدرها وتكون قد فقدت جزءاً كبيراً من وضعها عنده مكانتها في وقلبه وإلا لكان عمل حسابها وخاف على شعورها وألمها.
اتصلت بالرقم الذي بعث لي الرسالة فقالت لي لقد تزوجها وسافر معها إلى الصين ودبي ويسكن معها في شارع كذا في الإسكندرية وهو يترك زوجته الثانية الآن ويقيم عند الجديدة واذهبي إلى الشارع ستجدين سيارة زوجك تحت العمارة".
ذهبت إلى ابني الأكبر وقلت له هل تعرف أن والدك متزوج من زوجة ثالثة؟ قال لي: نعم، قلت له: هل شعرها أسفر وعينيها خضراوان. قال لي: نعم وهي حامل. قلت له: من بابا؟ قال: طبعاً أكيد من بابا.
ليلتها لم أنم وحاولت النوم ولكني لم أستطع وصرت كلما دخلت إلى السرير أقوم مثل المجنونة وأذهب إلى ابني لأسأله المزيد عن الزوجة الجديدة. وكان رمضان وظللت مستيقظة حتى موعد السحور ثم أعددت السحور للأولاد وذهبت إلى العمل في اليوم التالي منهكة من قلة النوم ومحطمة نفسياً.
أخبرت أختى في التليفون وقلت لها زوجي متزوج من زوجة ثالثة صغيرة وعينها خضراوين وشعرها أصفر وحامل. نصحتني إلا أخره أني عرفت وظللت أخفى الخبر وعندما جاء زوجي لم أستطيع الإخفاء أكثر من ذلك وأريته الرسالة. وسألته: أنت تقول أنك تزوجت على بسبب المشاكل وطلبي الطلاق فلماذا الزوجة الثالثة، قال نفس الأسباب التي جعلتني أتزوج للمرة الثانية جعلتني أتزوج للمرة الثالثة. ولم يشف هذا الرد الساذج عليكي.
وكان زوجي يريد تقسيم الأيام على ثلاثة فرفضت وقلت له. ليس ذنبي أنك تزوجت للمرة الثالثة ولكنه أصر على رأيه ونفذ ما أراد وقد طلبت من زوجي الطلاق مرات عديدة فرفض بحجة أنه يحبني وأنه لن يجد من يعوضه عني حتى بعد أن تزوج مرتين ولكني ما زلت مصرة على الطلاق. ولكني لا أريد أن أترك البيت والأولاد.
وقد حاولت تقبل الأمر الواقع المرير وذهبت مع زوجي في رحلة إلى تركيا ولكن زوجي كان عصبيا طوال الرحلة وعانيت منه الكثير.
وقد سافر زوجي في العيد الصغير وقال لي أن عنده معرض وفي هذه المرة خطب زوجته الثالثة وتزوجها. ثم سافر في العيد الكبير وأحضرها إلى الإسكندرية بعد أن جهز لها الشقة التي ستقيم فيها وهكذا يقول لي كل مرة يسافر فيها أن عنده عمل ومعرض .
ولكنه لكي يذهب إلى زوجته الجديدة وضميره مستريح قال لي قبل السفر اعتبري نفسك مطلقة.
الآن فقط عرفت لماذا كان زوجي متحفزا ضدي في هذه الفترة وبعد ما كان متمسكا بي ويحاول التهوين من شأن المشكلات بيننا رأي أنه وجد بديلا عني فزاد حدة المشكلات والخلافات وقال لي إذا كنت تريدين الطلاق فأنا موافق وسافر وتركني أقضي العيد وحيدة وأحضر زوجته الثالثة وجاء إلى الإسكندرية بعد ذلك مباشرة حدثت له مشكلة جاء بعدها لي قول لي لقد راجعت نفسي ووجدت أنك أصيلة ومن عائلة كريمة ولا يمكن أن أجد مثلك أبداً كل هذه التقلبات والتغيرات لم أكن اعرف سببها لأني لم أكن اعرف أنه تزوج للمرة الثانية والثالثة الآن عندما أراجع ذاكرتي بدأت أفسر الأحداث بعد هذه الواقعة بقليل اكتشفت زواجه ولكني لم أكن أعرف بالزوجة الثالثة بعد.
عندما تزوجت زوجي منذ ستة وعشرون عاما كان مبتدءا في العمل الحر ويخطو أولى خطواته في عالم رجال الأعمال. وكان هذا متطلبا منه أن يقضي في العمل أغلب ساعات اليوم. وكان هذا متطلبا من أن يقضي في العمل أغلب ساعات اليوم. وكان يظل طوال النهار في العمل ولا يأتي للبيتا إلا في ساعة متأخرة من الليل وكنت أنا قد أنجبت ثلاثة أطفال في الخمس سنين الأولى من الزواج فتفرغت لتربية الأطفال وظللت حبيسة المنزل معهم. حتى كان يأتي على وقت أشتاق فيه للكلام مع إنسان كبير.
وظل زوجي عشر سنوات كامل لا يأتي إلى البيت إلا نادرا ويقضي كل وقته في العمل وقد افتقدت زوجي في هذه الفترة كثيرا كزوج وأب لأولادي وكشريك للحياة. ومهما مرت الأيام والسنون لن أنسى وقد تحملت الحرمان العاطفي والنفسي والجري كل ذلك لكي كان زوجي المال ويصبح رجل أعمال ناجح وثري.
كان زوجي في هذه الفترة وما زال عصبيا جدا نتيجة ضغط حتى المساء فإذا أتى في المساء كان عصبيا منهكا لا يريد الحديث ولا التواصل وينام مباشرة.
وكان أغلب الأوقات إذا نام بجانبي في السرير يعطيني ظهره وينام وكان هذا يؤلمني أشد الألم النفسي وأعاني قسوة الحرمان والجفاء والتباعد. وقد أثرت هذه الفترة على حالتي النفسية تأثيرات ما زلت أعاني من آثارها ونتائجها حتى اليوم. فقد فقدت الثقة بالله وانقطعت عن العبادة بجميع أنواعها وصرت ضعيفة أمام الفتن والمغريات وصرت أنا وزوجي طرفي نقيض في حياتنا الزوجية وأصبحت وجهات نظرنا متناقضة في الحياة وكانت أقصى أمنية لي وما زالت هي الطلاق في الماضي كنت أتمنى الزواج من زوج آخر يشبعني جسديا وعاطفيا ويتفق معي في أفكاري ومعتقداتي أما الآن فأشك أن كنت أستطيع الارتباط وابتداء حياة زوجية جديدة.
وبعد هذا الكفاح المرير والحياة الشاقة البائسة مع زوجي أصبح زوجي رجل أعمال هام وكبير وأصبح من الأثرياء وفوجئت بزواجه من زوجتين جديدتين لينفتح بابا لإنفاق الأموال التي جمعها زوجي بالدم والعرق والدموع لن يفلق حتى نموت جميعا.
وقد تغير أسلوب زوجي في الإنفاق تغيرا كبيرا بعد زواجه الجديد فقد أصبح ينفق بسخاء بعد أن كان حريصا على المال. وكان هذا سببا من أسباب استمرار حياتي الزوجية معه وتحملي للواقع المؤلم فكنت أقول لنفسي لقد تحملت الحياة مع زوجي عندما كان ينفق بحرص فهل أتركه عندما صار ينفق ببذخ ليتمتع الأخريات بما تعبت من أجله.
أني أمثل نفسي بإنسان زرع لمدة طويلة في حياته فإذا جاء وقت الحصاد وجد أناس آخرون يأخذون نتيجة تعبه وشفاءه.
أني أفكر أحيانا أن زوجي قد استكثر هذا الخير علي أنا وأولادي فجاء بآخرون يشاركوننا إياه.
ليس من حق زوجي الحديث الآن عن التوفير فهو بزواجه الجديد صار يبعثر الأموال التي شقينا سويا في جمعها على زوجتين وأولاده منهما.
أني أحس بظلم كبير أني أتساوى مع الزوجتين الجديدتين فقد كافحت معه لمدة ستة وعشرون سنة زواجا ثم تأتي الأخريات لتأخذ نتيجة الشقاء والكفاح أنهن يأخذن ما ليس من حقهن أنه حقي أنا وأولادي لأننا نحن الذين تعبنا وهم جاءوا على الجاهز.
لقد كافحت وشقيت لمدة ستة وعشرون عاما لكي أستطيع أن أركب المرسيدس وأجلس فيها بجانب زوجي ونجبي معا ثمرة كفاحنا سويا وهما يركبان نفس العربة بدون كفاح أو شقاء وهما يتمتعان بنفس المميزات التي أتمتع بها بدون وجه حق.
وعندما يتوفى زوجي سيقتسم الثمن الخاص بالزوجة على ثلاث. وهن بذلك يأخذن حقي وأموالي وثمرة كفاحي وشقائي
وقد طلبت من زوجي أن يكتب شقة بإسمي أو يضع باسمي في البنك مبلغا كبيرا من المال تعويضا لن ترضية لي عن زواجي علي ولكنه رفض ولهذا أحس بالظلم الشديد وقد حكت لي صديقة أن البدو عندما يتزوج أحدهم على زوجته فإنه يعطيها تعويضا وترضية تسمى وبصفتها وسمعت أن صديقا لزوجي أعطى زوجته هدية مبلغ مليون جنيه تعويضا وترضية لها بعد زواجه عليها.
أما أنا فيرفض زوجي تعويضي بأي شئ ولهذا أحس بالظلم والحزن الشديد أني لا أستطيع تحمل الوضع القائم الآن وإحساس أني أتشارك مع زوجتين آخرين في زوج واحد وأني أعيش مع ضرتين في حياة زوجية واحدة. وأصر على الطلاق ولكن زوجي يرفض طلاقي وإذا تم طلاقي سأترك شقاء عمري وتعبي ليتمتع به نساء أخريات لم يتعبن في شئ وسأترك الجمل بما حمل لغيري.
وفي بداية علمي ومعرفتي بخبر زواج زوجي كنت في حالة نفسية سيئة جدا وأقرب إلى الانهيار النفسي وكنت أسأل زوجي عن تفاصيل كل شئ عن الزوجات الأخريات وكنت أسأله ماذا حدث بينكما في ليلة الزفاف؟ وماذا كانت تلبس لك؟ وما هو حجم صدرها؟
وقد وجدت أن أي معلومات عنهن تزيد من بؤسي وشقائي وحزني وغيرتي فامتنعت الآن عن الحديث عنهن تماما وأحاول أن أنسى أن زوجي له زوجتين آخريتين وأشغل بفني وتفكيري بأي شئ آخر.
وكنت كلما فعلت شيئا مع زوجي أو فعل معي أي شئ أتخيل أن الزوجة الأخرى تفعل معه وهو يفعل معها نفس الشئ فأحس بالغيرة والحزن الشديد.
وكثيراً ما أنظر إلى شفتيه وأتخيله وهو يقبل النساء الأخريات وأقول هاتين الشفتين تقبلان النساء الأخريات فأشعر بالغم الشديد.
وعندما حان موعد الولادة لزوجته الثالثة اتصلت به في الساعة الرابعة صباحا وكان ينام إلى جانبي فقام وارتدى ملابسه وذهب لحضور ولادة زوجته وتألمت أنا أشد الألم وتعذبت أشد العذاب لهذا الموقف وقلت له الآن عرفت بالضبط متى جامعت زوجتك وتمتعت معها وأنا حزينة أشد الحزن لأن زوجي ينجب من زوجاته الأخريات وكلما رأيت أطفالا صغارا في التليفزيون أو في الحياة أتذكر أولاد زوجي وأحزن حزنا شديدا.
وقد أشتريت من الصيدلية اختبار للحمل لكي يتأكد زوجي أن زوجته غير حامل ويستطيع تركيب اللولب لمنع الحمل وقلت له وأنا أعطيته الاختبار أشعر بمهانة شديدة وأنت تنجب من زوجاتك الأخريات.
وعندما حكت لي إحدى قريباتي أنها رأت ابنة زوجي في الشارع وأنها جميلة وبيضاء وشعرها أصفر حزنت حزنا شديدا وشعرت بالغيرة الشديدة وبكيت وقلت لزوجي أنا حزينة أنك أنجبت فتاة بيضاء وشعرها أصفر. وقلت لقريبتي إذا كان هو يريد أن ينجب اطفالا شعرها أصفر فلماذا تزوجني وأنا شعري ليس أصفر. وإذا كان يعجبه شكل الأجنبيات فلماذا تزوجني وأنا مصرية ثم يتزوج علي ليعذبني؟
وكلما سمعت كاظم الساهر يغني جزء من قصيدة نزار قباني ويقول " فلغيرة النسوان فعل الخنجر" أتألم ألماً شديداً وأقول صدقت يا كاظم فأنا أحس بالخنجر يغرس في صدري وقلبي وأقول كيف هان عليك يا زوجي أن تسبب لي كل هذا الألم والعذاب؟
وأنا حزينة أن زوجي يعيش مشاعر وسعادة مع أولاده الصغار وأتخيله وهو يحتضن ابنته الصغيرة ويقبلها ويمسك يدها الصغيرة فأحس بالغيرة والحزن لقد خلق زوجي لنفسه حياة كاملة مليئة بالسعادة والأحاسيس بعيداً عني ولست أنا مصدرها وأمامه مستقبل كامل وحياة طويلة يربي فيها أولاده ويعيش معهم كل مراحلها حتى يكبروا ويصيروا شبابا مثل أولادي وكلما رأيت طفلا صغيرا يصدر أصواتا أو يفعل حركات مضحكة أتألم وأتذكر أولاد زوجي وأفكر أنه يسعد بهذه الحركات معهم.
أصيب زوجي باكتئاب لأنه ابنه توفى بعد حمل ثمانية أشهر وقد أحس بالمسئولية لأنه أهمل زوجته الثانية في حملها فمات الطفل في بطنها ولم يتسع الوقت للوصول للمستشفى وقام زوجي بتوليدها في غرفة البواب بنفسه وكانت مأساة وظل زوجي يتذكر المنظر وهو يقوم بتوليد ابنه المتوفى وظل حزينا مدة طويلة. وكان موقفي محرجا لأني سعيدة أن الطفل توفى ولا أستطيع إظهار ذلك بالطبع ولا أستطيع مواساته والتخفيف عنه لأني حزينة أنه تزوج وعاشر امرأته وكان سببا في حملها.
أمس تركني زوجي حزينة ليلا وذهب لقضاء الليل عند زوجته الثانية وكان الليلة التي قبلها عند زوجته الثالثة أي أنه تركني ليلتين وحيدة وقد طلبت منه أن يبيت عندي ليلة وليلة وقلت له أما أن تخصص لي يوما بعد يوم أو لا تأتي إلي ولا أريد العيش معك وأريد الطلاق.
أنا تعيسة هذه الأيام لأن زوجي أصبح يقسم الأيام على ثلاثة فيغيب عني يومين ويأتي لي في الثالث وقد رجوته عدة مرات وتشاجرت معه لكي يأتي إلي يوم بعد يوم لأنه ليس لي ذنب في زواجه الثالث ولكنه ينفذ ما يريد ويصر على موقفه وأنا أشعر بالإهانة والمذلة وأمس كنت جالسة إلى جانبه ورأيت رسالة على المحمول فلما قرأتها دون أن يشعر وجدت فيها رسالة عن زوجته الثالثة: أين أنت يا حبيبي؟ وهي شيشانية ولكنها تعلمت اللغة العربية خصيصا من أجل زوجي وقد تألمت جدا من الرسالة فما داموا يحبون بعضهم هي وزوجي فما الداعي لوجودي أنا في حياة زوجي.
أن زوجي يحب زوجته الثالثة وهي تحبه وهي أم ابنته فلها مكانتها عنده وقد أرست دعائم حبها في قلبه لذلك فيجب أن أخرج أنا من حياته فأنا أشعر بالإهانة لإحساس اني في المرتبة الثانية في حياة زوجي.
وقد طلبت من زوجي الطلاق وطلبت منه أن يقسم الأيام بين الزوجتين ولا يأتي إلي مطلقا ويكون الانفصال مرحلة انتقالية ومقدمة للطلاق ولكنه لا ينفذ رغبتي أبداً فهو لا يريد أن يخسر شيئا على الإطلاق ويريد أن يجمع كل الخيوط في يده.
عندما يحين موعد النوم وتكون هذه "ليلتي" وهذا هو يومي ودوري فأنا أتجهز لزوجي وأتهيأ له وانتظر منه الحنان والحب والمداعبة. فهو يكون قد غاب عني ليلتين بات فيهما عند زوجتين الآخريتين وأكون منتظرة أن يعبر لي عن شوقه لي بعد بعد يومين والذي يحدث في الواقع أنه يكون في الليل مرهقا منهكا ومتعبا من العمل طوال اليوم ومن مسئولية الأسر الثلاث ويضع زوجي رأسه على المخدة وعندما يبدأ حديثا معي يذهب في سبات عميق أثناء الكلام فأقول له نسيت أن تقبلني قبل النوم فيقول لي: لا أريد أن أقبلك. فأقول طبعا أنت قد اكتفيت من الزوجتين الأخريتين وأنت عندما لا تقبلني فأنت تقبل في مكان آخر ولكنك عندما تهملني ممن يقبلني إذن؟ وتبدأ مشكلة كبيرة ومشاجرة. وكثيرا ما يكون زوجي غاضبا متوتراً ومتحفزا ضدي قبل النوم ويوجه لي الكلمات القاسية والانتقادات ويتحدث في كل المشاكل التي بيننا وأنا أنتظر منه في هذا الوقت بالذات الكلمة الرقيقة والمشاعر الدافئة. فأصاب بصدمة شديدة وإحباط واكتئاب. وأقول لنفسي أنا أظل انتظر زوجي لمدة يومين كاملين لأسمع منه كلمة جميلة أو لمسة حانية وتكون هذه هي نهاية صبري وانتظاري مشاجرة وجفاء مثل الذي يصوم ويفطر على بصلة.
والمشكلة الأساسية في حياتي منذ بداية زواجي وحتى اليوم أنه في كل ليلة يكون أنا عندي رغبة وزوجي ليس عند رغبة. وقبل أن يتزوج علي كنت أعذره وأقول ليس عند رغبة في لأنه مرهق من العمل ولكن الآن أقول ليس عنده رغبة في لأنه شبعان من الزوجات الأخريات.
رحلة إلى الصين
قال لي زوجي أنا مسافر إلى الصين للعمل. هل تأتين معي للصين؟ فكرت قليلا وقلت لنفسي أنا أطلب الطلاق وزوجي لا يطلقني والنتيجة أني مستمرة في حياتي الزوجية سواء رضيت أم لا أرض فلأجعل في حياتي لحظات سعادة وانعم بصحبة زوجي ثلاث أسابيع كاملة أكون فيهم معه وحدنا بدون الزوجات الأخريات وسيبيت معي كل ليلة ولن يقسم الأيام على ثلاث. ولا جعل في حياتي نقطة ضوء في النفق المظلم الذي دخلته منذ أن علمت أن زوجي قد تزوج علي مرتين. فأجبته: نعم أريد أن أتي معك إلى الصين.
ثم بعد أيام تشاجرنا عندما قلت له أشعر بالإهانة وأنت تنجب من الزوجتين الآخرتين فقال لي لا أريد أن تأتي معي إلى الصين فسنظل وحدنا لمدة ثلاث أسابيع وأنت تختلقين المشاكل. بعد أن هدأ الجو سألته هل تريدني حقا في هذه الرحلة أم لا لأنني يجب أن أقدم إجازة من العمل. قال نعم أريدك ولكن بدون مشاكل أو نكد. عشت أيام جميلة وأنا استعد للرحلة وقدمت على إجازة من العمل وإيقاف تعاقد مع ما به من إجراءات معقدة تحملتها في سبيل الرحلة.
ولم يعكر صفو سعادتي غير أن زوجي ظل أسبوعا كاملا لا يبيت معي قبل الرحلة وكنت أصبر نفسي أنس سأيبت معه ثلاث أسابيع كاملة وحدنا ولكن هذا لم يخفف من معاناتي وألمي وإحساسي بالإهانة لبعده عني. ويوم السفر جاء زوجي في الصباح وكان مشغولاً وعنده عمل في المكتب وقال لي أشياء أجهزها ولم أفهم منه جيداً لأنه كان متعجلاً وتركني ونزل إلى المكتب وكنت أتمنى أن يكون موجوداً في اللحظات الأخيرة قبل السفر ليشاركني الأعداد الأخيرة للحقائب. ولكن هذه هي شخصيته التي أعاني منها منذ ستة وعشرون عاما فهو مشغول جداًُ قبل السفر ودائما نذهب إلى المطار متأخرين.
وفعلا غادرنا المنزل متأخرين وكانت المسافة إلى مطار برج العرب طويلة كنت خلالها متوترة جداً لأني أخاف من الحوادث على الطرق السريعة وكنت خائفة ألا نصل في الميعاد الصحيح.
ووصلنا إلى المطار في موعد معقول وأنهينا إجراءات السفر ثم دخل زوجي للسوق الحرة لشراء هدايا لعملائه في الصين وتأخر جداً في الشراء حتى صار الموظفون في المطار كلهم ينادون علينا وكنا آخر الركاب في الطائرة وللمرة الثانية تحطمت أعصابي بسبب تصرفات زوجي.
كنت سعيدة جدا عندما ركبت الطائرة. فأنا أحب السفر جدا وأحب ركوب الطائرة وكنت سعيدة اني ذاهبة إلى دبي لأول مرة في حياتي ولم يفسد متعتي وسعادتي بالسفر غير المفكرة التي ظلت مسيطرة على أن زوجته الثالثة سبقتني في السفر إلى دبي فأنا انتظرت ستة وعشرون عاما متزوجة لأذهب مع زوجي إلى دبي وهي سافرت معه إلى دبي والصين بعد شهور قليلة من الزواج. وأحسست بالظلم الشديد فهي تجني ثمار تعبي وشقائي وتستمتع بزوجي وبأمواله وبحياته وتسرق مني ثمرة كفاحي معه ولكن ليس ذنبها ولا خطؤها ولكنه خطأ زوجي كانت هذه الأفكار تعذبني وتؤلمني وتحرمني متعة الرحلة والسفر. نزلت إلى مطار دبي وكان جميلاً جداً وانبهرت بالمطار وجماله ونظافته وأناقته وسعدت جداً إني وصلت إلى دبي فقد طلبت منه زيارة دبي مع ابني في العيد الماضي ولكنه رفض ووعدني أن يزور دبي معي وها هو ذا يتحقق حلمي بزيارة دبي ولكن صورة زوجته الثالثة ظلت أمامي طوال الوقت. فكما فعلت شيئا مع زوجي أتخيلها مكاني فإذا جلست إلى جانب زوجي في الطائرة أتناول الطعام أو أنام بجانب زوجي في الفندق الفاخر للمطار أتخيل أنها كانت مكاني في الرحلة السابقة وأشعر بالحزن والأسى ثم وصلنا إلى الصين. ولاحظت أن الصين قد تقدمت كثيراً خلال الفترة الماضية وإمتلاءت بالكباري الواسعة والشوارع النظيفة والعمارات الشاهقة. والناس في حالة نشاط دائمة. والمرأة في الصين تعمل بهمة ونشاط ولا تستسلم للكسل والجلوس في المنزل والاعتماد على الرجال للإنفاق عليها وهي جديرة بالاحترام والتقدير.
والفتاة في الصين مثل الفتى والبنت مثل الولد ولا يوجد فرق أو تمييز ضدها بسبب الجنس فمن حقها أن تعمل وأن تتأخر في العمل بالليل إذا كانت ظروفه عملها تحتم عليها ذلك ومن حقها أن يكون عندها صديق. ولأن المرأة أو الفتاة في الصين تعمل وتنفق على نفسها فأن لها كيان وشخصية ولا تسمح لأحد أن يجبرها على شئ أو أن تفعل شيئا تكرهه أو أن يتحكم في تصرفاتها التي تنبع من إرادتها الحرة. وكان زوجي يذهب إلى العمل كل يوم صباحا وعندما استيقظ أتناول كوبا من الشاي بالحليب ثم أنزل من الفندق لأمارس رياضة المشي لمدة ساعة وقد كنت ابتعد عن الفندق لمدة نصف ساعة ثم أعود في نصف ساعة أخرى وكنت حريصة أثناء المشي أن انتبه إلى الطريق لأستطيع العودة من نفس الطريق وكنت أعلق في رقبتي محفظة صغيرة بها بعض المال والمحمول وعنوان الفندق ومفتاح الغرفة في الفندق وقد لاحظت أن جميع النساء والفتيات في الصين يتمتعن بالرشاقة فنادرا ما ترى فتاة أو سيدة ممتلئة وهن يتمتعن أيضا بالشعر الأسود الفاحم الناعم المنسدل على أكتافهن وكان منظرهن جميلا وكنت معجبة جداً بمنظر شعرهن وأتمنى لو كان شعري مثلهن وأيضا لا أرتدي الحجاب مثلهن.
وأثناء الرحلة كنت أحاول أن أعيش بضعة أيام أنسى فيها أن زوجي متزوج علي وكنت أحاول أن أتخيل أنه لي وحدي وكنت سعيدة بهذا الشعور رغم أنه كان يتحدث بالتليفون كل يوم لزوجاته الأخريات مما كان يعكر على صفو السعادة التي أعيشها وفي ليلة جاءته مكالمة في وقت متأخر من الليل وكانت صديقة زوجته وقد سببت لي هذه المكالمة حزنا شديدا ونكدا ولم أستطع ليلتها النوم بسهولة. وجاءته مكالمة أخرى وأعطته زوجته رقما تليفونيا وقال لي أنه رقم لشخص في دبي سيقابله زوجي في أثناء عودتنا عن طريق دبي.
واعتقدت أن زوجي سيعطي هذا الشخص مالا وأنه قريب لزوجته فحزنت وقلت له أنك تنفق المال الذي شقينا فيه سويا وتبعثره على أقارب زوجاتك. قال لي: هل المال أهم شئ عندك؟ وهل إذا أنا مرضت وأنفقت كل ما معي من مال لن أساوي عندك ثمنا؟ قلت وإذا مرضت زوجاتك أو أحد أبناءك منها فأنك أيضا ستنفق كل ما لديك من مال عليهم.
وفي وقت آخر طلبت منه أن يشتري كمبيوتر محمول لأبني فرفض وقال يجب أن نوفر المال. فسألته هل توفير المال من أولوياتك؟ وإذا كنت حريصا على توفير المال فلماذا تزوجت مرتين وأنجبت أبناء صغارا وفتحت علينا بابا لصرف المال لن يغلق طوال العمر. إذا لا تتحدث أبدا عن المال وعن الإنفاق. وقد ذهبت معه في مرة لمقابلة مسئولة في شركة كان له معها بعض الأعمال.
وقد سألتني هل أنت من روسيا؟ فقد قال لي زوجك أن زوجتي من روسيا وهل تتحدثين الروسية؟ وقد اعتقدت أني زوجته الثالثة وقد اخبرها أنها روسية وأحسست أن زوجي يفتخر أم متزوج من روسية ويخبر السيدة بذلك وتألمت لذلك جداً. وقد قلت لها أني لست روسية ولا أتحدث الروسية ولكني لم أخبرها أن زوجي متزوج من ثلاث نساء وقد وقفت السيدة في حيرة ولا تفهم الموضوع حتى الآن.
وقد أحسست بزوجي في هذه الرحلة كرجل أعمال ناجح وفي كل مكان يذهب إليه فإنه يقابل بالحفاوة والترحيب والاحترام وبعد انتهاء ساعات العمل الرسمية كان عملاؤه يصممون على دعوتنا على العشاء في الليل وفي مرة أخذونا إلى مطعم أسماك فاخر جداً وكان أفضل مطعم أسماك في هذه البلدة على الإطلاق وفي مرة ثانية أصرت إحدى العميلات على دعوتنا على العشاء وأصر زوجي على تناول الطعام في مطعم للمسلمين ووجدنا أن كل مطاعم المسلمين مزدحمة وغير نظيفة وقد أصيبت السيدة بالحرج نتيجة عدم نظافة مطاعم المسلمين وقالت كأنها تعتذر عن ذلك أن هؤلاء المسلمون ليسوا مسلمين حقيقيين نقصد أنهم لو كانوا مسلمون حقيقيون ما كانت مطاعمهم بهذه القذارة وقد لاحظت أن مطاعم المسلمين في الصين كلها حماماتها قذرة جدا. وقد علق خالي على هذه القصة قائلا كلما دخل الإسلام في أي شئ جعله سيئا. وقد استمتعت جدا بالفنادق الفاخرة التي كنا نقيم بها أنا وزوجي وكنت أسعد عندما أعلق يافطة "من فضلك نظف الحجرة" وأنا نازلة من الفندق وعندما أعود أجد الغرفة نظيفة ومرتبة.
وفي مدينة تسمى "فوشان" انبهرت بالفندق الفخم وقلت لزوجي هذا أفخم فندق شاهدته في الصين وهو يشبه القصر الفخم والثريات في السقف فاخرة جداً فقال لي زوجي مداعبا لا تقولي هذا أمام صديقي وتظاهري انك معتادة على هذه الفخامة. وكلما فكرت أني سأفقد كل هذه المتعة وهذا العز عندما احصل على الطلاق فأني أصاب بالحزن والأسى. وكان صديق زوجي عربى الجنسية يعيش في الصين منذ عشرون عاما ومتزوج من سيدة صينية مسلمة وعنده ولد وبنت وقد أتقن اللغة الصينية وكان دائما يصر على دعوتنا على الغذاء أو العشاء في المطاعم الإسلامية وكان كريما جدا معنا وكان رجل أعمال ناجح وله عمل ومصالح مع زوجي وحكى لي زوجي أن زوجته الصينية عندما علمت أن عدة رجال أعمال عرب ومسلمون قد يتزوجوا على زوجاتهم السكرتيرة الصينية التي تعمل لديهم في المكتب أصرت أن تعمل سكرتيرة لدى زوجها لكي لا تترك لزوجها فرصة للزواج عليه. وهذه السيدة الصينية كانت قد تعرفت على زوجها أثناء دراستهما معا في الجامعة وعاشا قصة حب وأعطاها كتبا عن الإسلام فاقتنعت وأسلمت وارتدت الحجاب بعد تخرجها في الجامعة لأن الحجاب ممنوع في المدارس والجامعات الصينية ثم توجا قصة حبهما بالزواج وبالإنجاب ومع ذلك أصابتهما اللعنة التي تصيب كل الزوجات المسلمات وهي أنها تعيش مهددة بزواج زوجها عليها بامرأة أخرى.
ويظل الزواج الثاني سيف مسلط على رقبة الزوجة المسلمة أينما كانت حتى ولو كانت في الصين. وقد تمنيت أن أستفيد من هذه الرحلة أن أحاول أن أؤدي أي أعمال في الصين وأن استورد بضائع صينية وقد تحدثت مع هذه السيدة الصينية وأخذت بريدها الإلكتروني وأتمنى أن تساعدني في عمل البيزنس في الصين وقد أخذنا أحد أصحاب الأعمال الذي يعمل معه زوجي هو وسكرتيرته وزرنا الأماكن الأثرية في بكين وفي اليوم التالي جاء هو وسكرتيرته ساعتين من بكين وتسلقوا معنا السور ثم عادوا بنا إلى بكين وذهبت معي السكرتيرة إلى مول تجاري للتسوق ولكني لم اشتري شئ على الإطلاق.
وفي اليوم التالي تركونا في سوق يسمى شارع الحرير وهو ليس شارعا ولكن مبنى ضخم مشهور بالبضائع المقلدة فاشترينا منه بعض الأشياء
ركبنا الطائرة من مدينة تسمى "داليان" إلى "لانجو" وهي مقاطعة يكثر فيها المسلمون الصينيون وقد استقبلنا في المطار أصدقاء زوجي المسلمون ومعهم سيارة خاصة وذهبنا مباشرة إلى المستشفى لزيارة الشيخ الإمام المريض ثم ذهبنا إلى الفندق ولبينا دعوة على العشاء في الفندق الإسلامي وكان الطعام لذيذ جداً وكنت جائعة فأكلت بشهية كبيرة ولكني كنت دائما حريصة على عدم تناول الدهون والنشويات مراعاة للرجيم وفي اليوم التالي استيقظت صباحا على آلام شديدة بالمعدة ودوار شديد . وظننت أن الموضوع انتهى عن هذا الحد ولكن استمر المرض وكنت أعاني من الآم شديدة في المعدة وإعياء شديد وكنت أقف بصعوبة وكان المفروض أن نسافر إلى بلدة تسمى "لينشيا" وهي على مسافة ثلاث ساعات وطلبت من زوجي أن نلغي هذا السفر لأني مريضة جدا أو أن يسافر هو ويتركني ارتاح في الفندق فرفض وتشاجر معي وقال لي كلاما قاسيا وصمم على السفر وعلى اصطحابي معه.
وقد تألمت لهذا الموقف وحزنت لأني عرفت أن السفر وزيارة المعهد الديني في المدينة وزيارة المسلمين أهم عنده من مرضي وألمي وعرفت مكانتي عنده. وكان السفر شاقا جدا علي والمسافة طويلة وعندما وصلت إلى لينشيا ذهبنا إلى المطعم الإسلامي وتناولت شايا بالحليب ورفضت تناول أي طعام للإفطار. وجاءتني سيدة شابة هي زوجة صديق زوجي وكانت سيدة طيبة جداً وتتحدث اللغة العربية وعندما وجدتني مريضة جداً اصطحبتني إلى منزلها لارتاح من السفر والمرض ودخلت إلى السرير مباشرة وظللت طوال النهار في السرير وكان المفروض أن أزور المعهد الديني وأتفرج على معالم المدينة ولكني لم استطع الخروج من البيت بسبب مرضي ولينشيا بلد ريفية وكان الفلاحون يسحبون حيواناتهم في الشوارع وكانت صديقتي ممتازة جداً باللغة العربية وتحاول تعليم ابنها الصغير بعض الكلمات العربية. وقالت لي أن لينشيا تسمى "مكة الصغيرة" لكثرة عدد المسلمين بها.
وقد لاحظت أن المسلمات يرتدين الحجاب والرجال يرتدون الطواقي البيضاء وذلك لكي يتميزوا ويعرفوا انهم مسلمون وقد قالت لي أن الصينيين الغير مسلمين لا يعبدون أي اله على الإطلاق ولا يؤمنون بالله وأن المادة هي الآلة عندهم لذلك فإن الاقتصاد الصيني قد قفز قفزات هائلة خلال سنوات قصيرة وقد تقدمت الصين وتحضرت وارتفع مستوى معيشة الفرد وصار يعيش في رفاهية وعندما رويت ليوحي هذا الحديث غضب مني غضبا شديداً وقال لي تقصدين أن الإسلام هو سبب تخلف المسلمين وأنه يمنعهم من التقدم الاقتصادي. قلت: آيات كثيرة وأحاديث صحيحة تحث المؤمنين على الاهتمام بالآخرة أكثر من الدنيا مثل الحديث الصحيح " لو كانت الدنيا تساوي عند الله جناح بعوضة ما سقى الكافر منها شربة ماء" والآية "والآخرة خير وأبقى".
والآية "والباقيات الصالحات خير عند ربك مقاماً وخير مرداً" ولو عددنا الآيات والأحاديث التي تفضل الآخرة على الدنيا لما أحصيناها كل هذا جعل المسلمين يهتمون بالآخرة على حساب الدنيا وأهملوا الدنيا فتخلفوا وصاروا في نهاية ركب الحضارة وسبقتهم جميع الأمم. قال لي زوجي: هذا هو الفهم الخاطئ للدين والدين الصحيح يحصن على الاهتمام بالدنيا أيضا. قلت: إذا الدين غامض وبه ليس لذلك يفهمه بعض الناس خطأ. والنتيجة النهائية هي تخلف المسلمين.
قال لي: هذا الذي خرجت به من الرحلة؟ أنا حرصت على أن تزوري بلاد المسلمين لترى كيف يتمسك الناس بعقيدتهم رغم محاربة الحكومة لهم ويقاومون الكفر والإلحاد المحيط بهم. وقال لي: لقد أعطيتك فرصة كبيرة لتغيري أفكارك ولا فائدة وإذا أردت الطلاق الآن فأنا مستعد أن أطلقك الآن في السيارة: قلت له الناس تأتي لمناقشتي في الدين لمدة ساعات وأنت لا تصبر على مناقشتي خمس دقائق قال أنا صبرت عليك لمدة عشرون عاما وكدت أن انتهز هذه الفرصة الذهبية لأحصل على الطلاق ولكني تراجعت لكي لا أفسد الرحلة. ونويت أن أؤجل حتى نصل إلى بيتنا.
وعندما وصلنا إلى البيت هدأت الأمور ولم أحصل على الطلاق الذي أريده وانتظره وقد ندمت على هذه المناقشة التي أفسدت على الرحلة وجعلت زوجي يخاصمني ولم تأت بأي فائدة وقالت لي صديقتي الصينية المسلمة أنه عندما يولد مولود مسلم يأتي الشيخ في اليوم السابع لمولده ويؤذن في إذنه ويعطيه اسما مسلما. وكل مسلم في الصين له اسمين اسم صيني في المستندات الرسمية الحكومية واسم آخر مسلم. وعندما سألتها هل يجبر الرجال والنساء على ارتداء الحجاب قالت لي المرأة في الصين تعمل وتكسب النقود وإرادتها حرة ولا يستطيع أحد أن يجبرها على شئ فالرجال يخافون من النساء.
مناقشة مع الأولاد
أنــــا – لماذا يسمح الله بزواج الرجل بثلاث زوجات أخريات وأن يشتري مع الجواري ما يشاء ليتمتع بهن ولا يسمح للمرأة بالزواج من زوج آخر غير زوجها؟
أبني – إذا تزوج الرجل أربعة نساء أنجب كثير من الأبناء وإذا تزوجت المرأة أكثر من رجل لن تحمل إلا بطفل واحد. والله يريد عمارة الأرض وزيادة النسل.
أنــــا – الإنجاب جزء صغير من الزواج والزواج ليس إنجابا فقط وبه نواح أخرى كثيرة.
ابني – طبيعة المرأة وقدرتها النفسية لا تستطيع الاستقرار مع أكثر من رجل.
أنــــا – دعوا المرأة تتحدث عن طبيعتها بنفسها. كيف تحكم على طبيعة المرأة وأنت رجل؟
ابني – عندنا في الكلية حتى الغير متدينين يقولون على الفتاة التي تعرف أكثر من رجل أنها غير سوية نفسيا.
أنــــا – هذا من تأثير الشرع النفسي على الناس فنتيجة تحريم الشرع زواج المرأة بأكثر من رجل استقر في وجدان الناس وضميرهم ونفسيتهم أن المرأة التي تتزوج بأكثر من رجل سيئة السمعة. أما الرجل الذي يتزوج بأربعة نساء فأخلاقه مستقيمة ويقيم شرع الله. وهذا ظلم بين.
ابني – هل تحسين أن الله قد ظلمك؟
أنـــا – نعم أحس بظلم كبير أين والدك الآن؟ أنه يعيش حياته مع زوجته الأخرى وابنته منها ويستمتع بهما وبالحياة الأسرية الدافئة والحب معهما. وأنا أجلس هنا وحدي. لو كان الله سمح لي بالزواج الثاني لكنت قضيت هذا الوقت مع زوجي بدلا من قضاؤه وحدي.
ابني – أنا لا أعرف من الذي يجعلك تقولين هذا الكلام؟ أنه شيطان الذي يشجعك على هذا.
أنــــا – لا يوجد شيطان يجعلني أقول هذا أنها التجربة المؤلمة القاسية التي أعيشها هي التي تدفعني لأقول هذا.
مكالمات ليلية
جاء الليل وتهيأت لزوجي وارتديت قميص نوم جميل ونزلت إلى الدور الأسفل للشقة لأناديه. وجدت باب الغرفة مغلقا وهو يتحدث في التليفون عرفت أنه يتحدث مع زوجته الأخرى. كان التصرف الصحيح أن ابتعد عن باب الغرفة المغلق لكي لا أسمع شيئا فأنا اتجنب تماما الحديث عنهن أو معرفة أي أخبار عنهم. ولكن خانتني إرادتي ووجدت نفسي أتسمر أمام الباب المغلق وسمعت كل كلمة قالها لزوجتين الآخرين. كان يحادثها بكل حب ولطف ورقة ويستعطفها ويحايلها. انكسر قلبي وفقدت الإحساس والرغبة ولم استطع النوم طوال الليل غير لحظات معدودة الأرق عذاب شديد لمن يعاينه. ظللت طوال الليل أردد كلام الذي سمعته بأذني يقوله لها. ترى ماذا قالت له ليرد عليها بهذا الكلام الرقيق وهو يضاحكها ويمازحها. لم أكن أعرف أنه يحبها كل هذا الحب وأن علاقتها جميلة بهذا الشكل. أحسست بالغيرة الشديدة وظلت عيناي تحدقان في الظلام. كنت أريد منه أن يقول لي أنه يحبني أكثر منها وأني احتل في حياته وقلبه مكانا مميزا لا تصل هي إليه ولكن في الحقيقة والواقع هي تحتل المرتبة الأولى في حياته وأنا في المرتبة الثانية.
مكالمة تليفونية
طلبت زوجي في التليفون وكان عند زوجته الثالثة وقلت له:أنت الآن متزوج من امرأتين وقد أنجبت من كل منهما طفلة وتعيش حياة أسرية مستقرة من كل منهما وتشعر بالسعادة معهما ولا سبيل لتغير هذا الوضع الذي سيستمر إلى الأبد. وأنا أشعر الآن أنه لا مكان لي في حياتك وأنك لا تحتاجني على الإطلاق فكل ما كنت أعطيه لك صارت تعطيه لك الزوجات الأخريات فما دوري الآن؟ لقد كبر الأبناء وانتهت مهمتي ولم تعد لي ضرورة في حياتك قال لي: أنا أحتاجك وأنت مهمة في حياتي. ولم تهدأني تلك الكلمات ولم تشف غليلي فقد كنت في حالة نفسية سيئة جداً وأريد الطلاق.
تعدد الزوجات والسرطان
عندما تشتد على وطأة العذاب والغيرة نتيجة أن زوجي تزوج علي مرتين فأني أصبر نفسي وأقول أني أتعذب عذابا شديدا وأعاني معاناة كبيرة ولكني محظوظة أني لست مصابة بالسرطان ولا بأي مرض خطير كذلك زوجي وأولادي وأخواني ومن حولي فعذاب تعدد الزوجات يهون بجانب آلام السرطان وعذابه.
عندما تركني زوجي ويذهب للمبيت معهن فأني أصاب بالجنون واليأس والاكتئاب وتصبح الحياة سوداء في نظري.
وأمس طلبت من زوجي الطلاق للمرة العاشرة وأخبرته أني حاولت التأقلم على الوضع وتقبله فلم استطع التحمل أكثر من ذلك وأنه فوق طاقتي أن أراه مستقرا وسعيدا ويحب زوجه غيري.
وقلت له لقد تماديت في الاستهانة بي وبمشاعري عندما تزوجت للمرة الثالثة. لقد أسقطتني من حساباتك تماما وتصرفت وكأني غير موجودة في حياتك كزوجة على الإطلاق. والآن أعدتني لحساباتك مرة أخرى فكانت النتيجة هذا الوضع المؤلم الذي أعاني منه والآن أما ممزقة بين رغبتي في الاستمرار في الزواج للحفاظ على كياني وأسرتي ومن أجل مشاعر أولادي وبين آلمي وعذابي وأنا أرى زوجي بين أحضان الأخريات. والمشكلة الأساسية في حياتنا الزوجية والتي تنافي منها منذ عشرين عام والتي أوصلتنا لهذه الحالة البائسة التي نحن فيها الآن أننا مختلفين في الأفكار والمعتقدات وقد حقق زوجي الحياة التي يريدها مع الزوجات الأخريات ومن حقي أن أحقق أفكاري أنا أيضا مع إنسان يتفق معي في ؟؟ أن رأسي يكاد ينفجر من التفكير والتمزق.
ليلة أمس عندما وصفت رأسي على المخدة لأنام لم أستطع النوم لأني فكرت في زوجي وزوجاته. أني حزينة لأنه يتركني أبيت وحدي وهو ينام مع الزوجات الأخريات ويستمتع بهن. وقد فكرت في مبدأ العدل بين الزوجات. لقد أمر الإسلام الزوج أن يعدل بين زوجاته وهذا العدل في حد ذاته ظلم للزوجة الأولى. والعدل معناه المساواة أي أن الإسلام يأمر الزوج بالمساواة بين جميع زوجاته.
أي أن زوجي يساوي بيني وبين زوجته الجديدة أني قد عاشرت زوجي وساندته وكافحت معه لمدة ستة وعشرون عاما وهي تزوجته منذ سنة واحدة والمطلوب منه أن يساوي بيننا. أن من الإنصاف أن يأمر الإسلام الزوج بتمييز الزوجة الأولى وتخصيصها بأشياء إنصافا لها وتعويضا عن عدد السنين والعشرة الطويلة التي قضتها مع الزوج. كان يخصص لها عدد أكبر من الأيام التي يبيت فيها معها أو يخصص لها هدية مميزة لعل هذا يبرد نار الغيرة في صدرها المشتعل.
ركبت السيارة أمس مع زوجي وبدلا من أن افرح أني خارجة للنزهة مع زوجي وأن السيارة قد تم إصلاحها وعادت كالجديدة فأني عندما جلست على الكرسي بجانب زوجي وأغلقت الحزام تذكرت زوجته الثالثة وأنها تجلس على نفس الكرسي وتغلق أيضا نفس الحزام ولكن الفرق أني أضع على حجري حقيبتي وهي تضع على حجرها طفلتها الرضيعة. أن أمامها هي وزوجي حياة طويلة يتشاركان فيها لتربية ابنتهما وأنا أحس أن اولادي صاروا شبابا وأن مهمتي في الحياة قد انتهت. أني أحس أنني الماضي بالنسبة لزوجي وهي المستقبل. أني أطلب الطلاق من زوجي كل يوم وهي تتمسك به لأقصى درجة وتشعر معه بالاستقرار وأن هذه الطفلة قد ربطت بينهما للأبد. أن لن يطلقها لأن ابنته أهم عنده مني. أنها مهما حدث ابنته وهي جزء منه أما أنا فيمكن أن أذهب وتأتي زوجة أخرى غيري. فعندما أقارن بيني وبين ابنته فأنها أهم مكانة عنده مني. وهو يواسيني ويقول على زوجته أنها مجرد أم لأبنته وقد تألمت لهذه الكلمة وشعرت أن لهذه الزوجة مكانة وأهمية كبرى في حياته لأنها أنجبت له هذه الطفلة.
أمس كان يوما صعبا جدا وكانت أعصابي منهارة وقد أخذني زوجي للنادي للفسحة ولم استطع أن أفكر في أي شئ غير أنه ظل يعاشر زوجته الثالثة حتى أنجب منها هذه الطفلة. لقد كانت ترتدي له قمصان النوم العارية وتتفنن في إغرائه حتى يعاشرها ليحدث الحمل لتؤمن مستقبلها وتضمن الاستمرار مع زوجي وعندما حملت فرحت فرحا شديدا ولأذهب أنا إلى الجحيم. وظللت طوال الوقت وحبي متقلص من الحزن والتوتر وامسك جبهتي بأصابعي لا زيل التقلص عن جبهتي وأشعر أن الجهة الخلفية من فروة رأسي تؤلمني وأن عقلي مجهد من التفكير وكلما عاتبت زوجي على زواجه علي زادني الكلام ألما ومعاناة وأعود فأردده لنفسي فيزيد عذابي ولا يخفف عنى وبالليل وانهرت نفسيا ولم أنم حتى الثالث صباحا وكنت أقول لزوجي هل تستطيع تخفيف معاناتي فلا يرد علي ويستغرق في النوم. أني أحس أن أعصابي تحترق وأن نارا تشتعل في صدري وقد ذهبت إلى الطبيب النفسي وقال أن عندي اكتئاب متوسط ونصحني بأخذ دواء مضاد للاكتئاب. لقد تسبب زوجي في إيذائي وإصابتي بالاكتئاب النفسي نتيجة زواجه على مرتين وأني أتساءل لماذا سمح الإسلام للرجال بالزواج على زوجاتهم فيسببون لهم كل هذا العذاب. أن الله لا يرضى بالظلم والعذاب والشقاء للمرأة.
لقد انتشر الزواج الثاني في مصر وبعد أن كان الناس يستنكرون في الماضي ويحدث في أضيق الحدود اصبح الآن شائعا ومن عوامل انتشاره الصحوة الدينية وظهور طبقة الأغنياء الجد. فكل رجل يشعر أنه أصبح غنيا وأن معه فائض من المال وأنه يستطيع الإنفاق على أكثر من زوجة فإنه يذهب ويأتي لزوجته بضره تسبب تعاستها وشقائها وتطعنها في كرمتها وتجرح مشاعرها. وهل جزاء الزوجة التي كافحت مع زوجها منذ البداية وتحملت معه سنوات الشقاء والكفاح أن يكون مصيرها ونهاية مشوار كفاحها أن يتزوج زوجها عليها من هي أصغر منها سنا وأكثر شبابا وجمالا فتحترق هي بالغيرة. أن المال يجعل الرجال مغتريا على زوجته ويصيبه بالغرور والطغيان فيدوس مشاعر زوجته ويهون عليه العشرة والأيام والسنين والليالي التي قضاها على زوجته الأولى.
الساعة الثانية عشر ليلا أطفأت التليفزيون وبدلا من الذهاب إلى غرفتي لأنام ذهبت إلى غرفة ابني الذي يذهب إلى زوجات أبيه كثيرا وسألته هل بابا سعيد مع زوجاته وماذا يفعل مع بناته الصغيرات منهن؟ هل يحملهن ويقبلهن ويعيش معهن مشاعر الأبوة الجياشة؟ قال لي نعم أنه سعيد معهن حتى زوجته الثانية رغم أنها غير جميلة إلا أنه يجلس معها ويدردش ويضحك. وهو يحب بناته ويحملهن ويقبلهن. ورغم أني حريصة على عدم الحديث والسؤال عنهن إلا أني سألت ابني عنهن وازدادت عذابا وحيرة.
جلست أنا وزوجي في نادي الأطباء وحكيت لزوجي عما قاله لي ابني عن سعادته مع زوجاته. وظل زوجي صامتا ولم يحاول التخفيف من معاناتي وآلامي فازدادت ألما وحزنا وعذابا وهو كان قد قرر مقاطعتي وعدم الحديث معي إذا تحدثت عن زواجه وأنا انتظر منه الترضية والدعم والاعتذار ولكن لا يفعل ذلك باستمرار. وبدلا أن نذهب إلى النادي للترفيه صرت في حالة سيئة جدا لدرجة أني كنت سأتركه وأعود إلى البيت في تاكسي.
أنا حزينة أن زوجي وثق زواجه الجديد ولو كان تزوج عرفيا لأحسست أن المصيبة أقل وأن هاتين الزوجتين لا قيمة لهما وأنهما شيئا تافها ثانويا في حياة زوجي ولكني رأيت وثيقة الزواج الرسمية وبهذا تتساوى الزوجتين الجديدتين معي فهما لها نفس وضعي ولا أتميز عنهما بشيء ولهما نفس الحقوق. وكلما رأيت إعلانا عن خبراء زواج الأجانب أتذكر الزوجتين الجديدتين وتتقلب علي المواجع.
أنا حزينة لأن زوجي أحضر لكل من زوجتيه تليفونا محمولا وقد أعطى رقم المحمول الخاص به لكل منهما. وكلما أرادت واحدة منهن شيئا فإنها تتصل به فيرد عليها ويحقق لها ما تريد. وقد سمعته يقول لإحداهن إذا احتجت شيئا من السوبر ماركت فاتصلي بي وأنا أحضره معي لك. فحزنت حزنا شديدا وشعرت بالغيرة.
في رسالة على المحمول قرأت زوجته الثالثة تقول لزوجي: حبيبي وفكرت: لماذا تقول له حبيبي؟ من المؤكد أنه يقول لها حبيبتي أيضا وفكرت في الأسباب التي من أجلها أحبت الزوجة الثالثة زوجي أكيد لقد عمل لها أشياء كثيرة جميلة من أجلها أحبته. لقد أعد لها منزلا جميلا وأثثه لها لتسكن فيه هي وأولادها ووالدتها وصديقتها وقريبتها وهو يصرف عليها أمواله وينفق عليها بسخاء هي وأقاربها وأولادها من زواج سابق ويحضر لها كل ما تريده وتحبه وتتمناه وهو يعاشرها ليلا فتجد معه الحب والمتعة واللذة وقد وهبها الطفلة فأصبح أبو ابنتها. لكل ذلك وأكثر تقول الزوجة الثالثة لزوجي: حبيبي ..
خاطر
كلما رايت سيارة مرسيدس والزوجة تجلس معززة مكرمة بجانب زوجها وتبدو عليها امارات العز والرفاهية والرقى وهى معتزة انها تمتلك هذا الرجل الثرى الناجح اخاطبها واقول لها :هل تزوج زوجك عليك ؟ هل دفعت ثمن العز الذى تعيشين فيه؟هل يتركك تبيتن وحيدة فى الفراش وهو مع الاخرى؟ان الرجال يبغون ويفترون باموالهم ويجب ان تدفعى ثمن المرسيدس التى تركبينها والعز الذى تنعمين فيه واذا كان زواج زوجك عليك فيه ذل واهانة لك فان الفقر ايضا ذل واهانة واك ان تختارى اى ذل منها ترضين به؟
قرات هذه الرسائل على تليفون زوجى المحمول من زوجته الثالثة
I love u , I need u, I want to hug u , come quily I cant wait more, u r the only person in the world that make me happy, if u remember me I will be the happiest woman in the world if u forget me I will die, I pray for god to keep u because I cant live without u, my heart is flying towards u,
ترى ماذا يفعل زوجى معها لكى تحبه هذا الحب و تقول له هذا الكلام؟
وزوجته الثانية تقول له انا احبك جدا واريد ان اشم رائحتك
كثيرا ما اتساءل عندما اكون وحيدة :اين زوجى الان؟
انه ليس معى وليس فى العمل وليس عند اصدقاءه ولا اقاربه
انه مع الزوجة الاخرى
ترى ماذا يفعلان الان ؟ هل يمارسان الحب؟هل يتضاحكان ويتمازحان ويقضيان معا اوقاتا سعيدة مرحة؟هل خرجا معا للنزهة وقد اخذ زوجته وابنته للساحل الشمالى لكى تلعب ابنته وتمرح وهو يراها تلعب وفيكون سعيدا ؟ام يهتمان بطفلتهما الوليدة ويستمتعان معا بتربيتها ؟
لقد اقام زوجى حيوات زوجية متعددة بعيدا عنى وانا هنا اقضى الوقت وحيدة يقتلنى الفراغ والملل والوحدة واجترار الذكريات المؤلمة وليس عندى الا البكاء الحسرة والالم
............................................................................
قلت لزوجى اليوم عندما اتى لى قادما من عند زوجته الثانية
وجهك منير اليوم هل من يذهب لزوجته الثانية ياتى جميلا هكذا؟
ماذا تفعل معك لكى تكون سعيدا هكذا؟
لقد انجبت لك البنت التى رفضت انا ان انجبها لك
وتلبس النقاب الذى خلعته انا ضد ارادتك
ومتدينة وملتزمة بعدما تركت انا الالتزام
اى انك حصلت منها على كل ما ينقصك عندى
وهى تريحك وتجعلك سعيدا فى حياتك مرتاحا بعدما فقدت السعادة والراحة معى
ولو ان كل زوج ينقصه شيئ مع امراْته يذهب ويبحث عنه عند غيرها ما ظل زوج متزوجا من زوجته وحدها لانها الطبيعة البشرية التى يجب ان يكون الانسان ناقصا وبه بعض العيوب
والكمال والسعادة التامة فى الجنة فقط والارض ليست الجنة ويجب ان يكون فيها نواقص ومتاعب وانت تريد الجنة على الارض
وانت كما اكملت النقص الذى تجده منى بامراة اخرى اليس لى نفس الحق ان اكمل الناقص عندى منك برجل اخر؟
وقد يكون زوجى سعيدا لانه رانى واتى الى بعد طول غياب ولكن الغيرة الاليمة المرة القاتلة هى التى جعلت افكارى تتجه فى الاتجاه السلبى واعتقد ان سعادته نابعة من الزوجة الاخرى وليست منى
...........................................................................
قلت لزوجى هل علمت زوجتيك القبلات المصرية ام انهما ما زالتا مصرتين على رفض القبلات ؟
ترى من اقنع الثانى هل اقتنعت انت ان القبلات مقرفة ام استطعت انت اقناعهن ان القبلات ممتعة ؟
اظن انك انت الذى نجحت فى اقناعهن وقد حاولت اقناعهن بشتى الطرق كان تقول لها مثلا :جربى القبلة فقد تغيرين رايك وتتمتعى معى
وانا اظن انك نجحت فى اقناعهن لانك اصبحت تقبلنى قبلات سريعة خاطفة بعد طول غياب فاعرف انك قد قبلت زوجتيك وشبعت واكتفيت منهن ولم تعد فى حاجة الى قبلاتى الان
ولقد كنت فرحانة عندما اخبرتنى ان زوجتيك ترفضان القبلات واحسست انى انفرد بهذه الميزة وانك تجد عندى ما تفتقده عندهن ولكن الان وبعد ان تعلمن القبلات فقدت عرشى ولم يعد لى ميزة او تفرد
ولكنى ايضا حزنت عندما اخبرتنى انهن يرفضن القبلات لانى تخيلت انهن يفعلن معك ما هو اهم من القبلات وان القبلات تافهة بالنسبة لما تعطيه لهن
خاطرمؤلم
كلما اتصلت بزوجى على تليفونه المحمول عدة مرات وهو لا يرد على فانى اشعر بالغيرة والالم واول ما يخطر ببالى انه لا يرد على تليفونه لانه مشغول مع زوجته الاخرى .
ترى بماذا هو مشغول الان؟
وما سبب عدم رده على التليفون؟
هل هو نائم معها الان ولا يريدنى ان ازعجه واقطع اللقاء بينهما؟
هل يعاشرها ويقبلها ؟هل هو فى الحمام يغتسل بعد معاشرتها ؟
اذا لم يكن كذلك فلماذا لا يرد على التليفون؟
>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>
طلب صديق زوجى من زوجى روسيات للزواج لان زوجى متزوج من زوجتين روسيات
لقد اصاب الرجال المصريون وباء يسمى الزواج الثانى
لقد سئم الرجال المصريون الشكل المصرى للمراة والفتاة وزهدوا فى الجمال المصرى التقليدى الذى يتمثل فى البشرة الخمرية والشعر الاسود المجعد والعيون العسلية
وصار المصرى يتغذى بزوجته المصرية الاولى ثم يحلى فمه بزوجة ثانية سورية او روسية
صار عند الرجال ولع بالجمال الملون الشعر الاصفر والعيون الخضراء والبشرة البيضاء
وقد سالت زوجى هل انت شغال فى النساء الروسيات فقط ام انك تحضر ايضا رجال روس فعندى صديقات يردن الزواج من رجال روس
ارجوك احضر لنا بعض الرجال الروس يطروا الجو شوية بدل ما القعدة بقت ناشفة قوى
وعندما غضب زوجى وثار قلت فى سرى ولماذا الانانية يا زوجى هل تريد الانفراد بالمتعة باللحم الابيض ولماذا لا يشاركك اصدقاؤك فى هذه الوليمة الشهية؟
................................................................................
خاطر
عندما يتزوج زوج على زوجته وتكتشف هى هذه الخيانة وتشعر بالالم والمهانة فانها تفقد الاتزان والسيطرة وتسبب لها الصدمة تخبطا فى التفكير والانفعال والتصرف
اعرف اثنتين من صديقاتى عندما علمت كل منهما ان زوجها تزوج عليها ازالت مانع الحمل وحملت وهى فى سن يقترب من الخمسين من العمر
وقد ارسلت اليها ضرتها الصغيرة السن تنصحها وهى تغيظها "الحمل خطر عليك فى سنك الكبيرة"
والزوجة القديمة الكبيرة السن تريد بهذا الحمل المتاخر الذى لم تكنن تريده ولا تخطط له ان تثبت لنفسها اولا ولزوجها انها مازالت انثى كاملة الانوثة وهى لا تقل شيئا عن ضرتها صغيرة السن و انها لم توضع على الرف او تحال الى المعاش فى العلاقة الحميمة
وهى كالطير المجروح الذى يحاول ان يتخلص من الشرك الذى وقع فيه فلا يزيده هذا الا الما وجراحا
وهى تريد ان تنسى المها النفسى الذى يفوق احتمال وطاقة البشر وان تعوض الالم بالسعادة التى يهبها لها الطفل الوليد الجديد
وهى تريد ان تستعيد زوجها الذى فقدته و اخذته منها الزوجة الجديدة الصغيرة فهى تشد الزوج اليها مرة اخرى بالطفل الجديد
وهى تريد ان تنشغل بتربية الطفل الجديد عن التفكير فى الزوجة الجديدة و الغيرة منها
وامام الزوجة التى تزوج زوجها عليها حلين لا ثالث لهما
اما ان تنجب طفلا جديدا يثبت اقدام زواجها وهى بذلك استسلمت للمصيبة التى حدثت لها وتقبلت الواقع المؤلم الذى نزل عليها كالصاعقة وتشاغلت عن الالم بما يملا حياتها
اما الحل الثانى ان تصر على الطلاق ولا تقبل المهانة والذل الذى يسببه التعدد
وفى كلتا الحالتين فهى تقدم على خطوة تغير مسار حياتها وتدمر استقرارها وامنها النفسى الذى كانت تعيش فيه قبل التعدد وهذا بسبب الزوج الذى سبب لها الالم والمعاناة
وقد فكرت فعلا ان انجب طفلا بعد علمى بزواج زوجى على لانافس الزوجات الجديدات اللائى انجبت كل منهما طفلة ملات حياة زوجى بهجة وحيوية
ثم تراجعت عن هذه الفكرة الحمقاء وعلمت انها فكرة مجنونة وغير عقلانية وهى
مجرد رد فعل للالم الذى سببه التعدد .
.....................................................................
معاناتى بعد الخلع
اضطررت لعمل الخلع تحت ضغط العذاب والالم النفسى الذى سببه لى التعدد فقد حاولت تقبل الامر وعانيت لمدة سنتين كاملتين قضيتهم فى بكاء مستمر كلما تذكرت الزوجتين وبناتهما وان زوجى يحبهما اكثر مما يحبنى
افتقدت زوجى جدا بعد الخلع كنت افتقده فى كل اوقات النهار وتكون المعاناة شديدة جدا فى الليل
وكنت ارسل له رسائل بعد الخلع اقول له فيها
افتقدك جدا فى الليل
ثم رسائل اخرى انى افتقده فى الصباح والظهر والليل
عندما ادخل الى الفراش لانام وكان شهر طوبة اكثر الاشهر برودة كنت احس بوحدة قاتلة ومعاناة شديدة وحرمان فوق طاقتى
لا استطيع النوم الا اذا امسكت بزجاجة مياة ساخنة و اضع يدى وخدى عليها واتخيل انى امارس الحب مع زوجى وانه ينام بجانبى فاهدا وانام
زوجى ينام مع الزوجتين ويمارس حياته العاطفية والاسرية كاملة وانا اعانى الحرمان والعذاب
الاسلام ظلم المراة عندما سمح لزوجها بالتعدد وحرمها من نفس الحق
انى اضيع سنوات عمرى القليلة الباقية فى الحرمان والمعاناة
......................................................................
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment